إن اللغة هي الأساس في کل عمل فني يستخدم الکلمة أداة للتعبير .
ويمکن وصفها بأنها کساء للأدب ، وصورة تحتوي جوهره وتعطيه الشکل المميز الذي تتبدى عليه هيأته وتظهر کيانه ، فلها في ذلک الأهمية التي لا تنکر.
وإذا تحدثنا عن اللغة في الشعر والأدب عامة ، يکون مقصودنا هو اللغة في خصائصها الفنية وطاقاتها الإبداعية ، سواء على مستوى الترکيب اللفظي ، أم التأثير النفسي والجمالي ، وإذا کانت اللغة العامة هي مجموع البناء الترکيبي لأصوات أو وحدات صوتية اتفق عليها مجتمع ما للتفاهم والتعبير عن المُدرکات فإن الشاعر من هذه الوحدات ـ بحسب قدرته الإبداعية ـ يُولّد ترکيبا لا نهاية لاتساعه ومرونته ورونقه ، فضلاً عن عدم محدودية تعبيراته وإشاراته المباشرة والرمزية ، وبقدر ما يستوجب هذا الترکيب حاجات الشاعر الذهنية والنفسية ، يکون ناضجاً ومکتملاً ومستوفياً لشروط الفن والجمال .