تدرس هذه المقالة الصورة التقليدية لمحمد ( عليه السلام) بوصفه رمزاً للمسيح الدجال کما تصورها القصة الأليغورية ( بيرز بلاومان ) لمؤلفها ويليام لانغلاند. يعتمد لانغلاند في تصويره لمحمد على الصورة التقليدية التي ترسخت في زمنه في العصور الوسطى، فحسب تلک الصورة يمثل محمد شکلاً من أشکال المسيح الدجال، فهو يجسد الشهوة والطمع والجشع. وحسب هذه الصورة فهو حين قام بخداع الوثنيين ليؤمنوا به صار في ذلک يحاکي المسيح في دعوته الناس للإيمان وأصبح رمزاً للطبعيتين المرتبطتين بالمسيح الدجال، وهما الخداع والنفاق، وبما أن القصة بأکملها تقوم على فکرة الجشع مقابل الاحسان، فإن لانغلاند يسوق حياة محمد باعتبارها رمز للتحول من الإحسان إلى الجشع، فهو حسب الصورة النمطية الزائفة التي سادت في العصور الوسطى في الغرب کان کاردينالاً مسيحياً وجزءاً من الکنيسة المسيحية ولکنه صار مهرطقاً وعدواً للکنيسة والمسيحيين، وبهذا أصبح رمزا لرجال الدين الإنجليز الذين تمرغوا في الفساد والجشع وأضلوا الناس عن دينهم.