يهتم هذا البحث بإلقاء الضوء على النار کوسيلة للحماية في العالم الآخر عند المصري القديم اعتمادا على ما سجلته النصوص من عصر الدولة القديمة وحتى عصر الدولة الحديثة.
فلقد تعددت النصوص المصرية القديمة التي تصف النار بأنها وسيلة للحماية ضد الشرور والأخطار في العالم الآخر لذلک فإن المتوفى وخاصة المتوفى الصالح يکون في أشد الحاجة لوسيلة حماية ضد أخطار هذا العالم و أقدم هذه النصوص کانت متون الأهرام من عصر الدولة القديمة ثم نصوص التوابيت من الدولة الوسطى ثم کتب العالم السفلي من الدولة الحديثة التي اعتبرت کلها النار أحد أهم وسائل الحماية للمتوفى في العالم الآخر مع اختلاف مصادرها .
حيث کانت مصادر النار الحامية للمتوفى في العالم الآخر تتنوع بين الثعابين و منها الصل الملکي أو عين حورس أو بعض الآلهة ذوي القدرات الجبارة مثل الإلهة إيزيس وکانت سبل الحماية إما حراسة المتوفى نفسه بالنار أو المکان الموجود فيه سواء کان المکان عبارة عن تابوت أو مقصورة أو منطقة من مناطق العالم الآخر أو عن طريق إحراق أعداؤه في العالم الآخر .
من ذلک يتضح أن المصري القديم قد أعتبر النار ذات قدرة جبارة و أنها ليست فقط وسيله فعالة لإنزال العقاب بالمذنبين في العالم الآخر بل أعتبرها أيضا وسيلة للحماية و منع الشرور لقدرتها على التفوق على کل من في العالم الآخر سواء کان آلهة العالم السفلي أو الثعابين أو الشراک المخصصة لإنزال الضرر في هذا العالم سواء ضد المعبود رع مثل الثعبان أبوفيس أو ضد المتوفى من البشر.