يدرس هذا البحث قضيتين خطيرتين من القضايا اللغوية التي تحدث عنهما علماء أصول الفقه في ضوء تناولهم للنص القرآني وعلماء لغة النص ، وهما : السياق ، والتناص .
وقد تحدثت في المبحث الخاص بالسياق عن علاقته بالنصية وکيف أن السياق کان محاولة للوصول إلى فهم النص ، وما هي علاقته بالموقف الکلامي تمهيدًا لمعرفة دوره لفهم النص ، فعملية الفهم تعتمد بشکل کبير على قدرة السامع / القارئ على استعمال ( معرفته بالعالم ) وتجربته لأحداث مماثلة لکي يفهم اللغة التي يتعامل معها ، وهي التي تجعل عملية الفهم ممکنة .
کل هذا جعل علماء النص السياق والنص متلازمان فهما مظهران لنفس العملية . وإذا کان السياق عند علماء النص هکذا فقد کان السياق عند الأصوليين أحد أبرز أدوات الاستدلال الأصولي التي لها أهميتها في الکشف عن مراد الله تعالى في نصه .
وفي المبحث الخاص بالتناص فقد تعرضت لتعريف التناص عند علماء النص حيث ربطوه بعمليتي الإنتاج والتلقي .في حين أن علماء أصول الفقه أدرکوه من خلال فهم النصوص ذاتها حيث أن فهم النص لا يقف عند دلالات التراکيب ، ولايقف عند أسوار السياق الداخلي المتصل في النصوص ، وإنما يتسع إلى أفاق أرحب وهي التناظر والتقابل بين النصوص .