عنوان هذا البحث نيته وطموحه نحو الانتماء إلى ما يمکن تسميته جمالية التلقي في التفکير النقدي الحديث ، مفيداً من المفهوم العام للقراءة ، التي بها تتحقق حياة النص الأدبي وسيرورته .
فلم يتمکن الباحث تجاوز إعجابه بما قرأ في وعن نظرية "التأويل" الحديثة ، ولثقته في ثراء الموروث النقدي والبلاغي العربي ،حيث أخذ يبحث عن شيء من ملامح وأبعاد تلک النظرية وتطبيقاتها في مصادر التراث ، حتى تبين له أن ذلک مما لا تخطئه العين في کتاب "نقد الشعر".
ولعل أهم ما شجع الباحث على المضي في هذا الاتجاه ، أنه لم يُسبق إلى قراءة "نقد الشعر"من هذا المنظور على حد علمه ، وبعد اجتهاده في التنقيب والسؤال.
فالهدف من البحث هو تأصيل نظرية "التأويل" في تراثنا النقدي، والوسيلة هي المنهج الوصفي الذي يتناول الظاهرة بکل أبعادها ، والمکتبة هي نقد الشعر قديماً وحديثاً.
أما مفردات البحث ومحاوره الرئيسة فستکون في عناوين ثلاثة؛ هي:
أولاً: المهاد النظري ، ويتناول مفهوم المصطلح ، وآفاق النظرية .
ثانياً: طبيعة النص الشعري في کتاب "نقد الشعر" ، ويعالج أبعاد النظرية النقدية في الکتاب في مجالي الإبداع والتلقي.
ثالثاً: تأويل الشعر وجماليته عند قدامة بن جعفر ، من خلال نماذج من قراءاته الشعرية ، وممارساته النقدية.