الحياة والموت من أهم الثنائيات التي تقوم عليها نظرية المعرفة والبحث Epistemology، والتي تتشعب في مجالات عديدة: علمية، فلسفية، أدبية، واجتماعية. وقد عنى الشعراء منذ القديم بهذه القضية. واختلفت مواقفهم الشعرية نحوها بين: الإيجاب والسلب، والحياد.
ومن شعراء العصر الحديث شاعران، شغلت تلک الثنائية حيزاً کبيراً في شعرهما هما: الشاعر المصري فخري أبو السعود، والشاعر التونسي أبو القاسم الشابي. وما يجمع بينهما هو قصر تجربتهما الشعرية والعمرية.
ويطرح البحث تساؤلات عديدة حول: کيفية تناول الشاعرين للقضية وأي الجانبين کان أغلب على شعرهما؟ وهل ارتبط ذلک التناول بالرمز إلى دلالاتٍ مغايرة اجتماعية أو إنسانية؟ وهل کان لقِصَرْ التجربة الحياتية تأثير على الرؤية الشعرية لتلک القضية الفلسفية الجوهرية؟
ويقوم المنهج النقدي على أساس الاستعانة بکل مفاتيح النقد لتحليل النص، خاصة ما يلقي الضوء على نظرية التلقي وما بعد الحداثة حيث يتسع أفق التأويل ويشترک القاريء في بنية النص عن طريق الربط بينهما في معنى خاص، يتسع لغايات ودلالات مفتوحة مع الاستعانة بمنهج الأسلوبية الإحصائية في محاولة الوصول إلى الملامح الأسلوبية العامة لکل شاعر. والنقد الخارجي حيث تؤدي الدراسة الخارجية دوراً مهماً في إلقاء الضوء على الظروف المؤثرة على الشاعر.