تزايدت حرکة انتقال الأفراد من القرى إلى التجمعات الصناعية بالمدن. ومع التطور السريع بدأت المشاکل البيئية وتأثيراتها الضارة, تنعکس في الآونة الأخيرة على تلويث الهواء, المياه, التربة. وکانت وسائط النقل الحديثة بمختلف أشکالها وأنواعها واحدة من تلک الإنجازات الکبيرة والتي باتت تمثل عصب الحياة في الوقت الراهن ومعياراً حضارياً يحدد درجة التطور وتباينه بين مختلف دول العالم.
وعليه فإن المشاکل البيئية الناتجة عن تزايد استخدام السيارات, وما صاحبها من تکدس مروري, کان سبباً رئيسياً في تلويث الهواء والضوضاء مما يضر بالصحة العامة للسکان، ويضر کذلک بالبنية التحتية للمدن. کما أن المرور غير المنظم وتزايد حوادث السيارات يحوِّل المدن إلى أماکن غير آمنة وغير مريحة.
وصارت المدن تعاني من مشکلات مزمنة في النقل، وأصبحت الحاجة ماسة إلى تحسين وسائل النقل العام کشرط أساسي من شروط الحفاظ على التوازن بين النقل والنمو الحضري والحفاظ على البيئة.
وقد تم طرح هذا الموضوع لأول مرة في مؤتمر الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية عام 1976م، الذي دعا إلى قلب الاتجاهات في أنماط النقل في المدن الکبرى لصالح النقل الجماعي وإلى السياسات التي تعزز مثل هذا التوجه في تنمية النقل لتلبية احتياجات غالبية السکان بشکل أفضل، فيما يتم الحد من اختناق المرور والتدهور البيئي.