يناقش البحث العلاقة بين اللغة والهوية بشکل عام وتأثير العولمة على اللغة العربية بشکل خاص، وهذا النوع من البحث يندرج تحت مسمى الاتجاهات اللغوية language attitudes وهو أحد اهتمامات فرع علم اللغة الاجتماعي.
يبدأ البحث بعرض الاختلاف بين الهوية الفردية بوصفها سمات الفرد والهوية الجماعية التي تهتم بالتماثل أي کون الفرد ينتمي إلى جماعة وتعرض الدراسة الفرق بين الهوية اللغوية وهوية العولمة. تعتبر الهوية اللغوية وظيفة متميزة للغة إضافة لکونها وسيلة الفکر والتواصل وعاملا رئيسيا في التنشئة الاجتماعية أما هوية العولمة فهى مبنية على اقتصاد عالمي وتعمل على ذوبان الفروق اللغوية والثقافية.
توضح الدراسة آثار العولمة على استخدام اللغة العربية وقد کان لظهور التقدم التکنولوجي في الاتصالات والإقبال على استخدام الانجليزية لغة العولمة اثر خطير على اللغة العربية يتجلى في استخدام کلمات أجنبية مکتوبة بحروف عربية کمسميات للمحال التجارية وتفضيل التعليم الأجنبي على التعلم باللغة العربية. و أصبح من الشائع استخدام کلمات انجليزية أثناء التحدث باللغة العربية ، وإضافة وحدات صرف عربية إلى کلمات انجليزية ، مما أدى إلى ظهور لغة خليط بين العربية والانجليزية ، ومما ساعد أيضا على ضعف اللغة العربية ظهور مفردات خاصة بالاقتصاد العالمي وبالثقافة الغربية.
وتوضح الدراسة نوعين من الکلمات الانجليزية الدخيلة في العربية ، النوع الأول منها ارتبط بالاختراعات والتقنيات الحديثة وهى ليست لها مقابل عربي فتم تعريبها وهذا النوع لا يشکل خطرا على الهوية اللغوية لأن اللغات تستعير من بعضها البعض. أما النوع الثاني فهو ما ارتبط بالاستخدام وهذا النوع له مقابل في العربية وليس له مبرر عند مستخدمي العربية سوى الهيبة الاجتماعية وهو يشکل خطرا على الهوية اللغوية.
ومن المشاکل التي تواجه العربية أيضا وجود أکثر من کلمة للمصطلح العلمي الواحد في الدول العربية، وهنا يظهر مفهوم التخطيط اللغوي لمعالجة المشاکل الغوية التي تطرقت لها الدراسة و تبرز الدراسة الدور الذي يقوم به مجمع اللغة العربية في المحافظة على نقاء اللغة العربية و تطورها.