يناقش هذا البحث احد الموضوعات العلمية الحديثة التي تتعلق بماهية وجود شمع النحل في الأواني الفخارية الأثرية؛ فقد تم العثور على مثل تلک الأواني، التي تحمل أثاراً لشمع النحل، في عدد من المواقع الأثرية في أوروبا وجنوبي شرق وغرب آسيا. ويرکز هذا البحث على مناقشة جميع الدراسات التي بحثت في إحدى أهم وأحدث الطرق العلمية التي اُستعملت في الکشف عن بقايا الشمع، وذلک باستخدام تقنية التحليل الکيميائي العضوي. وتشير الأدلة الأثرية على أن أقدم وجود للشمع في الفخار يعود إلى العصر الحجري الحديث. کما تشير الدراسات إلى أن وجود الشمع في الأواني الفخارية الأثرية، لم يقتصر على نوع أو شکل أو حجم معين، وإنما تواجد في أشکال وأنواع مختلفة من الفخار. ونتيجة للدراسة التحليلية للأواني الفخارية التي إحتوت على بقايا شمع النحل، فقد تبين أنها کانت تستخدم لأغراض إعداد وتخزين عسل النحل، بالإضافة إلى استخدامها کخلايا لتربية النحل. أما بالنسبة لإستخدام شمع النحل نفسه، فقد خلصت الدراسة إلى أنه کان يستخدم لإغراض عزل جدران الأواني الفخارية، وذلک لمنع تسرب السوائل منها، ومادة حرق خاصة للمصابيح، ولدائن لتصنيع المواد اللاصقة، ومادة طاردة للحشرات، وفي تصنيع القوالب التي تستخدم في تشکيل الأدوات المعدنية، إضافة إلى استخدامه في تحضير بعض المستحضرات الطبية.