تهدف هذه الورقة العلمية إلي بيان فضيلة الصبر ومنازل درجاته بين الناس من منظور إسلامي، مؤطرة بمرجعيات القراءة التحليلية النقدية للنفس البشرية. إذ ليس خافياً على أحد، أن القرآن الکريم قد قرر قبل أربعة عشر قرناً مقومات الصحة النفسية، مستبقاً علماء الغرب ومفکريه في العصر الحديث. فقد اعتبر الصبر المحمود القائم على حبس النفس عن الجزع والتوتر والغضب، هو أساس هذه الصحة. وبينت آياته الکريمة أن هذا لا يتأتى ويتحقق إلا بالإيمان الصادق. کما حددت آياته أيضاً ثلاثة أنماط للشخصية: هي النفس المطمئنة، واللوامة، والأمّارة بالسوء، ولکلٍ منها جِبِلَتُها وطباعُها وسماتها. الأمر الموجب إلى ولادة علمٍ جديد هو (فقه الشخصية في القرآن الکريم) لکشف أسرار النفس البشرية ظاهراً وباطناً من منظورٍ إسلامي؛ حتى نتجاوز مرحلة المحاکاة والتقليد (Imitation Stage) لعلماء الغرب ممن درسوا الشخصية من منظورٍ مادي، ونؤسس للأمة علماً سيکولوجياً جديداً يمثل مرحلة الابتکار غير المسبوق (Innovation Stage) مستمداً من مصادر التشريع. لأجل هذا، جاءت هذه الدراسة في مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة، اشتملت على مجموعة من النتائج والتوصيات.