يقدم البحث دراسة نقدية لاستخدام کارول آن دافى (المولودة فى عام 1955) للمنولوج الدرامى لتجسيد قلق المهاجرين والأجانب والمهمشين اجتماعيًا فى المجتمع البريطانى المعاصر. وينطلق هذا البحث من فرضية تقول أن دافى تمثل، جزءًا من "الصوت الديمقراطى الجديد" - ذلک المصطلح الذى صکه بعض النقاد لوصف شعراء بريطانيا المعاصرين الذين يتميزون باختلاف أجناسهم ولهجاتهم. ويهدف البحث إلى إثبات أنه مثلما تمثل دافى جزءًا من هذا الصوت - کونها امرأة اسکتلندية - وشاعرة من خارج المؤسسة - فإن شعرها يعکس هذا الصوت فى استخدامها للغة بسيطة وتعدد نوعيات الأشخاص المتحدثين فيه، والذين لم تکن لتتاح الفرصة لأمثالهم للتعبير عن ذواتهم إلا من خلال منبر "ديمقراطى". وهى بذلک تنقد النظرة الضيقة لمجتمعها المتعلقة بالذات في مواجهة السلطة.
وکما استطاعت دافى أن تصبح فى قلب المؤسسة الأدبية بصفتها أول امرأة فى تاريخ بريطانيا تصبح شاعرة البلاط الملکى، فإنها - من خلال شعرها - تضع الشخصيات المهمشة فى مجتمعها فى بؤرة الاهتمام وذلک من خلال الاعتماد على المنولوج الدرامى، ذلک الشکل الشعرى الذى أتقنه الشاعر روبرت بروانينج، وتبدى فى معالجتها لمأساة المهمشين تشابهات واختلافات مع بروانينج فى استخدامها لهذا القالب الشعرى، فهى تتفق مع برواننج فى استخدام العناصر الأساسية لهذا القالب ولکنها تختلف عنه بسبب طبيعة الأصوات التى تعبر عن مشاعرها.