يعد العنف الأسري - على غرار بقية أنواع العنف - أکثر خطورة على الفرد، والمجتمع، وتکمن خطورته في أنه ليس کغيره من أشکال العنف ذات الآثار المباشرة؛ تظهر في إطار علاقات الصراع بين السلطة، وبين الجماعات السياسية، والدينية، بل إن آثاره المباشرة المترتبة عن علاقات القوة غير المتکافئة داخل الأسرة؛ غالبا ما تحدث خللا في نسق القيم، واهتزازًا في نمط الشخصية؛ خاصة عند الأطفال، مما يؤدي في النهاية؛ وعلى الأمد البعيد؛ إلى خلق أشکال مشوهة من العلاقات، والسلوک، وأنماط من الشخصية المهتزة نفسيًا، وعصبيًا، وهذا کفيل في حد ذاته، بإعادة إنتاج العنف داخل الأسرة، والمجتمع.
من هذا المنطلق يمکننا القول: إن الأضرار المترتبة عن العنف الأسري، لا تنال من مورس عليهم العنف الأسري فحسب، وإنما تمتد آثارها إلى أبعد من ذلک بکثير، الأمر الذي يتطلب منا تحديد معالم إشکالية واضحة؛ من خلال طرح جملة التساؤلات الآتية:
1- ما مظاهر (أشکال) العنف الأسري، وما مدى ارتباطها بآثاره المختلفة؟
2- ما أبرز الآثار المترتبة عن ممارسة العنف الأسري، وما هي طبيعتها؟
3- من هم الأطراف الأکثر تضررًا جراء العنف الأسري؟
4- کيف يمکننا مواجهة جسامة الآثار التي خلفتها مظاهر العنف الأسري؟
5- کيف يمکننا اتباع برامج وقائية، وعلاجية فعالة للحد من آثار العنف الأسري؟