کان الهدف من هذه الدراسة الکشف عن طبيعة المجتمع الليبى واتجاهاته نحو الحداثة والأخذ بالجوانب الصالحة منها مع التمسک بالجيد والمهم من الجوانب التقليدية.
وقد استخدمت هذه الدراسة منهجية تتمثل فى دراسة تحليلية أمبريقية واستعانت فى ذلک بالعديد من الناهج مثل المنهج التاريخى والمقارن والوصفى لوصف هذه الظاهرة.
فالمجتمع الليبى کغيره من المجتمعات النامية تختلف درجة تحديث الأسرة فيه ويتباين مستواها الاجتماعى والثقافى حيث تتأرجح معظم أسره بين التقليدية والحداثة أو بين التقليدى والحديث.
فبناء السلطة فى الأسرة يحتل فيه الأب رأس الهرم ويکون تقسيم العمل مثلاً على أساس النوع والعمر أما بخصوص العلاقة بين الآباء والأبناء فى هذا النمط من الأسر فيصفها الکثيرين بأنها ميدان للتفاعل بين مختلف أعضائها.
وبالنسبة لحجم الأسرة فالأسرة التقليدية کما تسمى أحيانًا العائلة فى هذا المجتمع تضم فى الواقع عدة أسر ترتبط فيما بينهما بروابط قرابية مباشرة أى قائمة على صلة الدم.
کذلک بالعمل الجماعى والمعيشة الجماعية والسلطة الواحدة ومن أهم مظاهر هذه الأسرة فى جانبها الاقتصادى إنما مکتفية ذاتيًا وأسرة إنتاجية فى نفس الوقت.
وقد تأثرت هذه الأسرة بالحداثة وأدت إلى سطحية العلاقات الاجتماعية الأسرية وضعف الروابط العائلية وأن العائلة أصبحت أکثر حجمًا ولا تتقيد فى علاقتها بشبکة العلاقات القرابية وأن من أهم تأثيرات الحداثة فى هذه الأسرة تتمثل فى النظرة الرشيدة للحياة أى النظرة المنطقية العلمية التى يتقبلها العقل ويستطيع فهمها وهذا لا يتأتى إلا بإيمان الفرد فى الأسرة بالعلم والمعرفة اللذين هما أهم صفتين تصاحبان ظاهرة التحديث فى المجتمع.