تهدف هذه الدراسة إلى الکشف عن ظاهرة رثاء الزّوجات في الشعر الأندلسي؛ وذلک بالوقوف عند مرثيّة الأعمى التطيلي في زوجه "آمنة" بالتحليل والدراسة؛ لبيان طبيعتها من الناحيتين: المضمونية والفنية.
وقد جاءت الدراسة في ثلاثة محاور هي:
أولاً: مفهوم رثاء الزّوجات وتطوره عبر العصور الأدبية.
ثانياً: الدراسة التحليلية للنص.
ثالثاً: الخصائص الفنية للنص.
وتبيّن أنَّ رثاء الزّوجات يُشکّل ظاهرة اجتماعية وفنية في الشعر الأندلسي؛ إذ اهتمّ الشعراء الأندلسيون برثاء زوجاتهم وفاءً لهنَّ، وتمجيداً لذکراهنّ، واعترافاً بفضلهنَّ؛ فنظموا قصائد مبکية تُثير الأشجان، وتُوقظ الوجدان، وتُؤکّد أهمية المرأة ومکانتها في حياتهم، وأنّ رحيلها وفراقها کان خسارة اجتماعية فادحة.
وأنَّ هذا اللون الرّثائي من أصدق الرّثاء وأشجاه، وأشدّه تأثيراً في النفس؛ فالشاعر يُعبِّر عن عواطفه الصادقة، وأحاسيسه المرهفة، وهي أحاسيس شاعر اکتوى بنيران الألم، وحرقة الوجد على شريکة حياته، التي ربطته بها علاقة حميمة، خلقها الزمن، وصنعتها الأيام والسنون.