يهدف البحث إلى تطبيق مفهوم التغريب على البيانو. وهو محاولة لتوضيح کيف أن البيانو أصبح له قيمة تفوق طبيعته المادية کأداه موسيقية خشبية وإحدى أدوات المسرح. فقد تحول إلى نقطة محورية تدور حولها کل أحداث المسرحية تقريباً. فقد تحول من کونه قطعة جماد خشبية صامتة إلى کائن ديناميکى يکتسب معانى وقيم مختلفة لمعظم شخصيات المسرحية سواء الأحياء أو الأموات، البيض أو السود، الذين نراهم والذين لا نراهم. وکل واحد من هؤلاء له مفهوم خاص للبيانو. باختصار، يتحول البيانو إلى کائن حي له أهمية بطل المسرحية.
وقد استطاع أوجست ويلسون من خلال مسرحية درس البيانو أن يغرب البيانو، وموسيقاه، وأغانيه، ودرسه. وقد استخدمه کأداة للکشف عن الشخصيات، وعاملاً مؤثراً فى تحول الشخصيات. فبيانو ويلسون عالى الديناميکية، يقوم بتفريق أفراد العائلة الواحدة ويوحد أفراداً آخرين، ويوضح عبودية السود وتحررهم، ويبدئ الصراع بين أخ وأخته وينهيه، ويکون سکناً للأرواح وباعثاً وطارداً لأرواح أخرى. فهو يستمر فى أخذ معانى مختلفة سامحاً بذلک لأشکال تقييم متعددة، ومفاهيم جديدة لهم. فمن تلک الآله يمکننا أن ندرک الشخصية، والتراث، والمعاناة، وتحقيق الذات، وحالة الحزن الشديد، والقهر، والعنف، والعمل، والتوقف عن العمل، والحب، والکراهية، وتأکيد الذات، ومحو الإنسانية، والعبودية، والحرية، والأسطورة، والتقليد، والقوة، والشجاعة، والهوية، وفقدان الهوية، والصراع.