يهدف هذا البحث إلى دراسة مصطلحات الضوء والظلام في مسرحيات يوريبيديس ومفهومها حسب سياق الأحداث الدرامية. فقد عبر يوريبيديس عن الضوء والظلام بمصطلحات متنوعة سواء کانت أسماء أو صفات أو أفعال. في الحقيقة لا تکمن قدرة يوريبيديس في استخدامه مصطلحات متنوعة توضح الضوء والظلام فقط، ولکن تظهر قدرته واضحة في استخدام هذه المصطلحات ليسلط الضوء على موضوعات مختلفة؛ دينية واجتماعية وسياسية واقتصادية وأخلاقية وأيضا نفسية. من خلال تحليل نصوص المسرحيات وجدنا أن الضوء يرمز للقدسية الدينية للآلهة ويعبر عن النقاء الديني للبشر، بينما يرمز الظلام إلى الکفر وممارسة الرذائل في الطقوس الدينية المتطرفة. وفي أغلب مسرحيات يوريبيديس ترتبط مصطلحات الضوء والظلام بحياة الإنسان وموته. ويستخدم يوريبيديس مصطلحات الضوء والظلام في علاقة مع سلوکيات الأفراد، حيث يسلط الضوء على فضائلهم ورذائلهم. فيعبر الضوء عن فضائل التعقل والعلم والنظام، بينما يشير الظلام إلى الهمجية والجهل والفوضى.
وقد خلص هذا البحث إلى هذه النتائج، استخدم يوريبيديس استعارات الضوء والظلام ليعبر عن سمات وخصائص الإنسان والأشياء المؤثرة في حياته من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية وأيضا النفسية. فقد استخدم هذه المصطلحات بوصفها محسنات بديعية واستعارات مکنية ليرمز إلى المتناقضات والمتضادات الموجودة في حياة الإنسان: الإيمان الديني والکفر، الرؤية والعمى، الحياة والموت، الفضيلة والرذيلة، نبل الأصل ووضاعة الأصل، الحرية والعبودية، التعقل والهمجية، النظام والفوضى، العلم والجهل، العدالة والظلم، الشرف والعار، الطهر والخطيئة، الثروة والفقر، النصر والهزيمة، السعادة والتعاسة، الخ. يربط يوريبيديس بين الضوء وحياة الإنسان بما فيها من فضائل ومبادئ وقيم أخلاقية.