يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل نصًا من نصوص الشاعر محمود درويش "أرى شبحي قادماً من بعيد "وهو أحد نصوص ديوان" لماذا ترکت الحصان وحيداً " وقد رکزت هذه الدراسة على قراءة هذا النص قراءة سيميائية بدءاً من العنوان الذي يعتبر عتبة النص، وقد أبرز الشاعر في هذا العنوان رؤيته التي تجاوزت حدود البصر إلى أن نفذت إلى البصيرة، وجسدت هذه الرؤية ذات الشاعر وواقعها وتطلعاتها. ثم امتدت هذه القراءة في فضاء النص وکشفت عن إشارات ودلالات سيميائية في الشخصيات المتنوعة التي قدمها الشاعر من مثل: الشخصيات الأدبية، والشخصيات الدينية، والشخصيات التاريخية والتي تدرجت من أول النص إلى آخره.
وأظهرت هذه الدراسة إشارات ودلالات سيمياء الحيوان من طيور وحيوانات التي ارتبطت بمدلولات ومحمولات رمزية تنسجم مع الرؤية التي يتأسس عليها النص. وقد کان لسيمياء المکان في نص الشاعر دلالة خاصة وکان المکان مرتبطاً بالحرکة التاريخية.
وقد وظف الشاعر عناصر الطبيعة من رياح وزهور وأشجار في نصه بعد أن منحها دلالات سيميائية أثرت نصه باللون والحرکة والصوت والرمز. أما سيمياء الأشياء فقد ألفت شبکة رابطة بين الدلالات السيميائية التي انتشرت في فضاء النص والتي منحت النص قوة وجعلت النص أکثر تأثيراً في نفس المتلقي.
ولقد اعتمد الشاعر في هذا النص على العمق التاريخي والموروث الثقافي والحضاري في تأسيس هذا النص.