تباينت آراء علماء العربيَّة القدماء خلال تأطيرهم للميزان الصرفي في تحديد المجرد والمزيد من الأسماء والأفعال. وذهب البصريون إلى أن المجرد في الأسماء قد يکون ثلاثياً، أو رباعياً، أو خماسياً، أمَّا في الأفعال، فيکون المجرد ثلاثياً، أو رباعياً، وأشاروا إلى أنَّ حروف الزيادة، هي: (س، ء، ل، ت، م، و، ن، ي، هـ، ا). واتفق الکوفيون على أن الأصل في الاشتقاق في الأسماء والأفعال هو للثلاثي، وما زاد على ثلاثة فالزيادة داخلة فيه. أما ابن فارس، فقد أکد أن معظم ما نراه من الرباعي والخماسي منحوت من کلمات ثلاثية، وأنَّ أحرف الزيادة هي أکثر مما ذکره البصريون، ومن هذه الحروف زيادة الباء في أول الکلمة.
أمَّا في العصر الحديث فقد أدَّت المعرفة بالنصوص المکتوبة للغات السَّاميَّة أو البقايا الحيَّة لتلک اللغات کالسريانيَّة والعبريَّة إلى استفادة دارسي اللغة العربيَّة وفهمهم للعديد من الظواهر التي لم يکن بمقدور التوصيف اللغوي وحده الاتکاء عليها؛ لتحليل تلک الظواهر خاصة عند علماء العربيَّة القدماء. ومن ذلک کيفيَّة تشکل الرباعي والطرق التي سلکها في تطوره. هذا البحث سيسعى إلى تقديم طائفة جديدة من الألفاظ المزيدة بالباء في أول الکلمة والتي عولجت باعتبارها أوزاناً رباعيَّة، وهي في واقع الحال ثلاثيَّة.