يتحدد موضوع البحث في فحص طبيعة أنماط التفکير السائدة في المجتمع الليبي وتحديد عوامل تشکيلها وصياغتها.
فهذا البحث يتجه في الأساس إلى الکشف عن سمات وخصائص أنماط التفکير السائدة في المجتمع حول مجموعة من المسائل التي تعد بالغة الأهمية في مسيرة المجتمع التنموية وتحوله الاجتماعي والاقتصادي.
إذ أنه في عملية إحداث التغيير والتحديث لا يکفي معرفة أنماط التفکير في المجتمع إنما على نفس القدر من الأهمية تأتي المعرفة بدرجة الوعي والإدراک بين أفراد المجتمع لطبيعة تلک المعرفة ومدى التقائها مع الأهداف العامة للمجتمع وتطلعاته التنموية.
فالبحث يهدف إلى وصف وتحليل علمي لأنماط التفکير السائدة في المجتمع کما يمتد إلى التعرف على طبيعة أنماط التفکير السائدة في المجتمع هل هي تقليدية، أم انتقالية أم خدمية عقلانية.
کما أن هذا البحث يسهم في تحديد وتشخيص أنماط التفکير السائدة في المجتمع الليبي وذلک بالغ الأهمية في مواجهة بعض الأفکار التقليدية والتصورات السلبية.
وللوصول إلى ذلک استخدم المنهج الوصفي التحليلى لوصف طبيعة أنماط التفکير السائدة في المجتمع وربطها بمجموعة من المتغيرات الاجتماعية التي تحدد أنماط التفکير من خلال فئات اجتماعية متباينة وهي فئة المهندسين، والمحاسبين، الأطباء، المثقفين، الفلاحين.
ففي هذا البحث تم التعرض إلى تحديد مفهوم التفکير ومفهوم التنمط ومفهوم التباين في التفکير والبحث والتحليل في التفکير المنطقي.
حيث تناول الباحث معنى التفکير المنطقي ومکوناته إضافة إلى تحليل معوقات هذا التفکير المنطقي أو العقلاني الرشيد.
وکشف هذا البحث أن أنماط التفکير السائدة في المجتمع الليبي هو نمط التفکير الانتقالي ونمط التفکير الحديث أو العقلاني وهو يظهر في شکل متصل من أنماط التفکير التقليدية والانتقالية والحديثة العقلانية.