لا شک أن التفاعل الحضاري أصبح آلية أساسية في الوقت الحاضر لدعم الاتجاه إلى وحدة القرية الکونية. حيث أصبح حوار وتفاعل الحضارات يحتل مکان الصدارة في قائمة الاهتمامات الفکرية لعلماء الاجتماع والسياسة على کافة المستويات. ونظراً لکثرة الرؤى النظرية والأفکار والبحوث التي تناولت هذا الموضوع من قبل العديد من مفکري التنظير الاجتماعي الغربي. لذا، تم اختيار صموئيل هانتنجتون لسرعان ما تصدر مفهوم صدام الحضارات الذي صکه جدول أعمال الحوار. وعلى هذا النحو تتکون هذه الدراسة من أربع محاور أهمها، آليات التفاعل الحضاري في التنظير الاجتماعي الغربي ومحور آليات التفاعل الحضاري عند صموئيل هانتنجتون. وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها، تمحور التنظير الحضاري الغربي بالأخص خلال الآونة الراهنة حول فکرة الصراع، کما تبين أن التنظير الحضاري في النصف الثاني من القرن العشرين أکد على أن الغرب والحضارة الغربية يميل إلى التعرف على ذاته من خلال الصراع فتاريخه هو دائما تاريخ الصراع مع الأخر.