تأتي العناوينُ کثيراً مفاتيح أوليّة في فهم العمل اللغوي، ويقوى هذا الفهم، وتتّضح معالمه، إذا کانت العناوين مفهوماتٍ تسري في ثنايا هذا العمل، وضوابط يأتمر بها. والجمهرة عنوان ومفهوم، وهما وجهان لعمل واحد لا يتجزأ، وقد رمت هذه الورقة، إلى تحديد هذا المفهوم، وإلى توجيهه توجيهاً مقصوداً، بتطويره تحريراً وإثراءً على أُسس علميّة، تمنحه اهتماماً أکبر، وتخلِّصه من قيود لا يبرأ منها معجم عربي.
لقد حمل النحاة المتأخِّرون وزْر هذه القيود، حين وضعوا معالمه التاريخيّة والجغرافيّة "فکان أکبر جناية على العربيّة" اللسانيَّات، (سمير إستيتية، 310، 2005م). إنَّ تلک الحدود، التي ربط الدرس النحوي بها نفسه، ينبغي أنْ ينأى عنها المعجم؛ "لأنّه الصورة المتکاملة لمفردات اللغة أصلاً وتطوُّراً، تأثُّراً وتأثيراً"، اللسانيَّات، سمير إستيتية، 310، 2005م).