تناولت الدراسة حکاية " ليلى والذئب" العربية, مقارنة بحکاية أخرى مشابهة من الأدب الروسي, هي حکاية " مـاشا والذئب", بهدف الوقوف على بناء کل من الحکايتين, وتقنيات تشکيلهما, ونقاط التشابه والاختلاف بينهما على ضوء المنهج المقارن, والمناهج السياقية والبنيوية والسيميائية, ومنهج بروب کلما دعت الحاجة لذلک. ولم يعتن البحث بتتبع الحقبة التاريخية التي أنتجت هذا اللون من الأدب, وإنما تمّ الترکيز على دراسة الحکايتين في شکلهما النهائي على مستوى المضمون والفن.
واشتملت الدراسة على التعريف بالأدب المقارن وأهميته, وعوامل التغيير في الحکايات الشعبية, جاء بعدها تحليل الحکايتين والمقارنة بينهما من حيث : الأفکار, والمشاعر والتحول الزمني, والمکان والرمز وحرکة الشخصيات (البيت, والغابة والطرق البعيدة, والغابة والذئب, والغرباء, والأزهار, وبيت الجدّة), وحرکة الحدث وتطوره, وصولاً إلى العقدة والحل.
وخلصت الدراسة إلى أنَّ الحکايتين المذکورتين تتشابهان من حيث الشکل والمکوّنات الأساسية, مع بعض الفروق البسيطة, ولکنهما تختلفان من حيث البناء, وحرکة الشخوص وموقفهم مما يدور حولهم ووعيهم به, وتطور الحدث, والمعالجة النهائية للنص, إذ يبرز السياق منطقية الحکاية الروسية ومتانتها في مواجهة الشر, وتفعيل العقل, مقابل الحکاية العربية التي اتسمت بنيتها بالخلل والضعف في نهاية النص.