على الرغم من الدور الفاعل الذى قامت به مصر داخل أروقة جامعة الدول العربية ،منذ نشأتها ، مروراً بالإسهامات الواضحة التى ظهرت بصورة جلية فى مساندة کل الدول العربية، فى أثناء فترات الاستعمار،والأکثر من ذلک مساعدتها من أجل الوقوف على أقدامها إبان فترات الاستقلال؛فان کل ذلک لم يشفع لها حينما بدأت فى الخروج على الخط السياسى العربى المناهض لسياسة إسرائيل،والرفض لأية مساومات أو مفاوضات إسرائيلية، والمتشبث بالمطالبة بضرورة انسحابها من کل الأراضى العربية.وقد ظهر هذا الاتجاه بصورة واضحة فى عهد الرئيس محمد أنور السادات؛وهو ما أفضى فى نهاية الأمر إلى نشوب أزمة طاحنة بين مصر من جانب ،والدول العربية من جانب آخر منذ عام 1977 الذى أقدم فيه السادات على زيارة القدس ،وما تبع ذلک من أحداث جسام،أثرت بالسلب فى مسيرة العلاقات المصرية العربية (کعقد کامب ديفيد1978،ومعاهدة السلام1979) فالثابت أن هذه الأزمة ،وما أدت إليه من تداعيات ،تعد من أشد الأزمات التى واجهتها الجامعة العربية فى تاريخها،لما أدت إليه من حدوث انعکاسات خطيرة ،ليس فيما يتعلق بالأداء الوظيفى لهذه المؤسسة العربية القومية فحسب، وإنما کذلک على ما يتصل ببنيتها الهيکلية،وهو أمر لم يحدث منذ نشأتها.