لفتت الروح المصرية في شعر البهاء زهير نظر کثير من الدترسين، وقد تناول هذا البحث هذه الظاهرة في شعر من منظور جديد، وهو النظر إليها من حيث کونها مأثورات شفاهية ا ختُزنت في وعي الشاعر الإبداعي؛ فشکّلت مسلکاً تعبيرياًّ بارزاً في شعره، هو مسلک التناصيّة معها، وذلک من خلال منهج لغويّ يعمل على التدقيق فى الصياغة وتحليلها أسلوبيَّا.
وقد تعامل البحث مع الشفاهية في شعر البهاء زهير من خلال محورين: أولاً: الانطلاق من الشفاهية إلى الکتابية: وفى هذا المحور تّم النظر في ديوان الشاعر باعتباره شاهدًا على ورود المأثورات الشفاهية في الشعر المصرى، وتطلب ذلک الوقوف عند السياقات الدلالية التي وردت فيها هذه المأثورات، وهي: (الأسرار وکتمانها – النوم وأحواله – أحوال الذات بين الصحة والمرض- الهجاء – الترحيب والزيادة – الغزل والعتاب).
وثانياً: التحول من الکتابية إلى الشفاهية: وهو يتعلق بالتحول العکسي من الکتابى إلى الشفاهي، وذلک عن طريق الغناء من أشعار الشاعر. وقد تناول البحث بالتحليل الموسيقي ما ورد في تراث الموسيقى العربية تحت نمط الموشحّ، دوبيت البهاء المشهور: "يا من لعبت به شمول" .
وقد کشف البحث أن حضور الشفاهية ولا سيما المصرية في القصيدة الشعريّة کما بَدَتْ تجلياتها عند البهاء زهير لهو دليل إثراء للشعرية، وآيةً من آياتِ التفرّد للأدب المصرى والتماهى الإبداعى مع الروح المصرية.