هدف البحث الحالي إلى فحص طبيعة العلاقة بين مخاوف الشفقة وخبرات الإساءة النفسية والتشوهات المعرفية لدى طلاب الجامعة، والکشف عن دلالة الفروق بين الجنسين في مخاوف الشفقة، ومدى الإسهام النسبي لمتغيري خبرات الإساءة النفسية والتشوهات المعرفية في التنبؤ بمخاوف الشفقة بأبعادها، وکذلک التعرف على الدور الوسيط للتشوهات المعرفية في العلاقة بين خبرات الإساءة النفسية ومخاوف الشفقة، ومدى اختلاف ديناميات الشخصية والبناء النفسي للحالتين الأعلى والأقل فى مخاوف الشفقة من منظور المنهج الکلينيکي، وقد تکَّونت عيَّنة البحث من (370) طالبا وطالبة من طلاب جامعة المنيا، بينما عيَّنة البحث الکلينيکية من الحالات الطرفية، واشتملت أدوات البحث: مقياس مخاوف الشفقة، ومقياس خبرات الإساءة النفسية، ومقياس التشوهات المعرفية (جمعيها من إعداد الباحثة)، بالإضافة إلى الأدوات الکلينيکية وهى استمارة المقابلة الشخصية ومجموعة من لوحات التات.
وتوصلت نتائج البحث إلى: وجود علاقة ارتباطية دالة موجبة بين مخاوف الشفقة وخبرات الإساءة النفسية والتشوهات المعرفية، ووجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطي درجات الذکور والإناث في بعدى الخوف من الشفقة (بالذات/ من الآخرين) والدرجة الکلية للمقياس لصالح الإناث، وعدم وجود فروق بينهما في بعد الخوف من الشفقة مع الآخرين، وکذلک إمکانية التنبؤ بمخاوف الشفقة لدى أفراد العينة من خلال معرفة درجاتهم في خبرات الإساءة النفسية والتشوهات المعرفية، کما أشارت النتائج أيضًا إلى أن التشوهات المعرفية تتوسط العلاقة بين خبرات الإساءة النفسية ومخاوف الشفقة، وکان هذا التوسط جزئيا، وقد اتفقت النتائج الکلينيکية مع النتائج السيکومترية بل وکشفت النتائج الکلينيکية عن العلاقة السببية بين الظواهر التي کشفت عنها الدراسة السيکومترية، وفى ضوء ذلک تم تقديم بعض التوصيات التربوية، والأفکار البحثية المقترحة.