تؤدي مراکز البحوث دورا حاسما في تقدم الأمم وازدهارها، وذلک في المقام الأول من خلال ما تقدمه من دعم لصنع السياسات والتطوير الإصلاح وحل المشکلات، وهو الدور الذي يفترض أن المرکز القومي للبحوث التربوية والتنمية في مصر يقوم به في مجال التعليم قبل الجامعي منذ إنشائه في عام 1972. لکن ثمة تحديات تحد من مشارکة المرکز في صنع السياسات التربوية، تتصدى الدراسة الحالية إلى التعرف عليها واقتراح آليات للتغلب عليها، بغية تفعيل هذا الدور للمرکز. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، إذ أعدت استبانة مکونة من (36) سؤالا مغلقا ضمن أربع فئات للتحديات وسؤالين مفتوحين ضمن کل فئة، طُبقت على (79) باحثا وباحثة بالمرکز. وجدت الدراسة أن التحديات الناشئة عن رؤية الوزارة للمرکز ودوره جاءت في المرتبة الأولى (في المستوى المرتفع، بمتوسط 4.05)، يليها التحديات الناشئة عن إمکانية الوصول (في المستوى المرتفع، بمتوسط 4.02)، ثم التحديات الناشئة عن باحثي المرکز وإمکاناتهم ورؤيتهم لدورهم وعلاقتهم بالوزارة (في المستوى المرتفع، بمتوسط 3.75)، وأخيرا التحديات الناشئة عن نوعية المنتَج البحثي للمرکز (في المستوى المتوسط، بمتوسط 3.38). في ضوء هذه النتائج، قدمت الدراسات آليات للتغلب على هذه التحديات ضمن أربع فئات: آليات بنيوية تتعلق بهيکل المرکز وإدارته وعملياته، وآليات وظيفية تتعلق بوظيفة المرکز وعلاقته بالوزارة ووصوله إلى الرأي العام، وآليات بحثية تتعلق بنوعية المنتَج البحثي، وآليات تشغيلية تتعلق بالباحثين والأعمال البحثية. وأخيرا، قدمت الدراسة مقترحات للبحوث المستقبلية.