إن ما تتعرض له المؤسسات التعليمية المعاصرة من تحديات تهدد وجودها وإمکاناتها وجودة مخرجاتها، ما هو إلا نتاجاً لظهور مؤسسات تعليمية بديلة تستخدم التقنيات المعاصرة وتتعامل مع مفاهيم العولمة واقتصاد المعرفة، لذلک تسعى الدراسة إلى رصد مؤشرات التنافسية في التعليم وتحديد العوامل التي يمکن أن تساهم في بناء الميزة التنافسية للمؤسسات التعليمية، حيث ما يزال عدد کبير من المؤسسات التعليمية -وخصوصاً المدرس الابتدائية- غير قادر على تحقيق ميزة تنافسية تحفظ بقاءها وتضمن استمراريتها، وعلى الرغم من سعي هذه المؤسسات إلى ضمان تعليم جيد وشامل ومنصف، إلا أن هذا الهدف مازال بعيد المنال بسبب مجموعة من المعوقات التي تحرم المؤسسات التعليمية من تحقيق الميزة التنافسية وتقديم خدمة تعليمية جيدة.
واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي لتحليل مؤشرات التنافسية في التعليم، وتوضيح مصادر الميزة التنافسية المختلفة وعوامل بنائها في المدارس الابتدائية، وتوصلت الدراسة إلى أن المدارس الابتدائية يمکنها بناء ميزة تنافسية عندما تکون قادرة على استغلال کافة مواردها البشرية والمالية والتکنولوجية والمعرفية من أجل رفع مستوى کفاءتها في تقديم الخدمة التعليمية بجودة عالية والوصول إلى مخرج تعليمي جيد، کما يساعد الإبداع والتحديث المستمر في تقديم الخدمة التعليمية على امتلاک عنصر تميز لا تمتلکه المدارس الأخرى.
وانتهت الدراسة باقتراح مجموعة من الإجراءات التي يمکن أن تساعد في تحقيق المدارس الابتدائية ميزة تنافسية تضمن بقاءها واستمرارها.