إنَّ المتتبع لما حدث منذ أواخر عام 2019م، وخلال عام 2020م، وما زال مستمرًا؛ يجد حدثًا لم يکن متوقعًا على مستوى العالم کله، ولم يکن هناک أي استعداد لهذا الحدث الذي أثر - بشکلٍ کبيرٍ- على کل الأنشطة: الاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية، والدينية، والرياضية، وذلک في جميع دول العالم بلا استثناء؛ حيث کانت کل هذه الأنشطة تسير بشکل طبيعي في ظل الظروف الطبيعية، وبالآليات والأوات المعتادة، وفي الأماکن المختصة بهذه الأنشطة، وبالأفراد المسئولين والمنوط بهم هذه الأنشطة في شتى مجالات الحياة، وهذا الحدث هو انتشار مرض "فيروس کورونا المستجد" المعروف علميًا باسم " کوفيد 19" Covid 19. والنشاط التعليمي، والعملية التعليمية مثلها مثل باقي الأنشطة، وباقي المجالات الحياتية المختلفة؛ فأصابها ما أصابها من تأثر کبير من انتشار فيروس کورونا المستجد، وذلک في جميع دول العالم المختلفة، فبعض الدول عمل على توقف الدراسة بالمدارس والجامعات کليًا، والبعض الآخر عمل على توقف الدراسة بالمدارس والجامعات فقط، مع استمرار العملية التعليمية عبر التعليم عن بعد؛ حيث تم استخدام التعليم الألکتروني الکامل في العملية التعليمية في مراحل التعليم المختلفة. وفي ظل الحدث الذي نحن بصدده الآن، وهو "جائحة کورونا المستجد " الذي اجتاح العالم کله، دون سابق إنذار، أو تلميح بالاستعداد له، ظهر دور البحث العلمي، وأنتجت الأبحاث- ومازالت – تجرى في جميع المجالات والتخصصات، ملبية وقائمة بدورها المنوط بها. واستکمالًا للدراسات والبحوث التي أجريت في هذا المجال، نقدم رؤية مقترحة وتوصيات للتعليم الجامعي في ظل أزمة جائحة کورونا.