تعطى معظم الدول المتقدمة مهنة التعليم أهمية بالغة، حيث إنها من أشرف المهن وأنبلها، فهى مهنة الأنبياء والرسل، فإذا وجد المعلم الکفء، المعد إعداداً تربوياً سليماً، الذى تتوفر له الظروف المادية والمعنوية المناسبة، والتى تساعده على أداء عمله بإخلاص واتقان، أدى ذلک إلى نجاح العملية التعليمية وتقدمها. فالمعلم يلعب دوراً رئيساً فى عملية التطوير التعليمى، ومن ثم نجد أن مکانته الاجتماعية عالية جداً فى بلد مثل اليابان، مقارنة بأقرانه فى الدول المتقدمة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريکية. فى حين أنشأت إحدى شرکات السيارات اليابانية مصنعاً لها فى إحدى الولايات المتحدة الأمريکية، تعرضت للنقد لأن عدداً کبيراً من المعلمين الأمريکين هجروا مهنة التعليم ليعملوا فى المصنع، وهذا لا يمکن أن يحدث قط فى اليابان، لا بسبب الراتب کما يقول" أوکاموتو"، المدير المساعد بقسم الشئون الدولية بوزارة التربية والثقافة فى اليابان، بل بسبب المکانة الاجتماعية لمهنة التدريس(جابر عبد الحميد:1995. ). والمعلم هو المحور الأساسى فى العملية التعليمية والمنظم فى جميع عناصرها المختلفة، ولا يمکن لأية عملية تطويرية للمنهج أن تکون ذات جدوى حقيقية إذا أغفلت المعلم اختياراً وإعداداً وتقويماً، فالمناهج الصالحة، والکتب المدرسية الجيدة، والوسائل التعليمية المناسبة، والمبانى المجهزة تجهيزاص جيداً، لا تحقق أهدافها التربوية إلا بواسطةمعلم کفء يوجه مسارها فى إطارها الصحيح(أحمد الرفاعىوبهجت الغريزى:1994. 347 ). ويرى البعض أنه لا بد من تقويم أداء المعلمين فيما يتعلق بمدى امتلاکهم لمهارات الإعداد للدروس وکفايات التدريس، وخاصة معلمى اللغة العربية الذين يقع على عاتقهم مسئوليات أکبر فى هذه المرحلة، فى تزويد تلاميذهم بمهارات اللغة العربية من استماع وتحدث وقراءة وکتابة؛ مما يجعلهم قادرين على استيعاب ما يستمعون إليه، أو ما يتحثون به، أو ما يقرؤونه أو ما يکتبونه. فهذه المهارات لا تتحقق لدى التلميذ بدرجة مناسبة إذا لم يکن هناک معلم يتقن مهارات التدريس من حيث الإعداد وکيفية تنفيذه لهذا الإعداد(سليمان حمود:2001 . 7).