يحظى موضوع إدارة الوقت کمفهوم حديث فى مجال الإدارة باهتمام العديد من الإداريين فى الآونة الأخيرة، وجاء هذا الاهتمام نتيجة لمجموعة من العوامل يتعلق بعضها بالمتغيرات المعاصرة التى يشهدها العالم اليوم والتى من أبرزها الانفجار المعرفى والتکنولوجى، وما صاحبه من ثورة فى المعلومات والاتصالات غيرت إلى حد بعيد مفاهيم الوقت والمکان وألغت قيودهم وعوائقهم. وقد أکدا جنيترام وبرابها على أهمية إدارة الوقت، من خلال اعتباره أن الوقت من أبرز الموارد، فإذا لم تتم إدارته؛ لم تتم إدارة أى شئ آخر، فالعلاقة بين الوقت والإدارة علاقة مضطردة، أى کلما اتسع الوقت ازداد نشاط الإدارة والعکس صحيح، ولکن مع تقدم التکنولوجيا ودخولها فى مجال الإدارة البشرية أصبح الوضع يختلف کثيراً عما کان، فقد أصبح من الضرورى إنجاز أکبر وأجود الأعمال فى أقصر الأوقات انطلاقاً من تعريف المهارة على أنها القدرة على أداء العمل بسرعة وبدقة بأقل جهد وفى أقصر وقت، وهذا هو القياس الجديد لنجاح الإدارة فى مختلف مجالاتها (جنيترام، وبرابها، 1991، 32). ومن ثم أصبح تنظيم وإدارة الوقت يمثل أحد المداخل الفاعلة فى دفع عمليات التطوير الإدارى ونجاح المؤسسات فى تحقيق أهدافها بکفاءة وفعالية (فاروق حلمى، 1993، 90). وبناءاً على ذلک أصبح مفهوم إدارة الوقت من المفاهيم المعاصرة التى ارتبطت بعناصر الجودة فى نظم الإدارة، ذلک لأن الوقت أهم مدخل من مدخلات الجودة، فکلما تم استغلاله على الوجه الأمثل، کلما تحققت الجودة فى کافة أجزاء العملية الإدارية، وخاصة ما يتعلق منها بعمل القيادى الذى يشغل أحد المناصب الإدارية باعتباره أحد الأقطاب التى يقع على عاتقها تحقيق أهداف المؤسسات بصفة عامة والمؤسسات التعليمية بصفة خاصة، حيث لا يتأتى له ذلک إلا بالاستغلال الأمثل لعامل الوقت عن طريق تبنيه لأسس ومبادئ ومفاهيم إدارة الوقت نظرياً وتطبيقاً.