من خلال استعراض بعض الأدبيات التربوية، والبحوث و الدراسات السابقة تتضح أهمية استخدام رحلات التعلم الاستکشافية عبر الويب في تنمية بعض جوانب التعلم لدى المتعلمين.
وفى هذا الصدد، يرى بعض التربويين أن رحلات التعلم الاستکشافية عبر الويب ليست الأفضل من التعلم بالطريقة المعتادة (Hudson, B,2005)، وقد أکد ذلک نتائج بعض الدراسات السابقة، ومنها: دراسة " جاسکل نيولتى وبروکس" 2006)Brooks,D&M. McNulty,A (Gaskill, التي استهدفت تقصى أثر التدريس برحلات التعلم الاستکشافية عبر الويب على تحصيل طلاب المرحلة الثانوية في مادتي التاريخ والجيولوجيا، وقد کشفت النتائج عن وجود فروق دالة إحصائياً في الاختبار لصالح المجموعة التجريبية في التاريخ ولم توجد فروق دالة في اختبار الجيولوجيا، ودراسة "بيوريک وآخرون "(Burke,M., et al,2003)التي استهدفت تقييم فعالية استخدام رحلات التعلم الاستکشافية عبر الويب في تدريس الأحياء لطلاب المرحلة الثانوية مقارنة بطريقة العروض العملية، وقد توصلت الدراسة إلى أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات تلاميذ مجموعتي البحث.
وتُعد تنمية الاتجاهات نحو استخدام الانترنت وتطبيقاته التقنية فى العملية التعليمية من الضرورات التى تؤکد عليها المؤتمرات التربوية وتنشدها وزارة التربية والتعليم، لذا اصبح تنمية الاتجاهات الايجابية نحو استخدام رحلات التعلم الاستکشافية عبر الويب مطلبا تربويا مهما ينبغى ان تتمثله المناهج الدراسية عامة، ومناهج الدراسات الاجتماعية بخاصة.
وعليه، کانت ضرورة إجراء البحث الحالي للتعرف على أثر استخدام رحلات التعلم الاستکشافية عبر الويب في تحقيق بعض نواتج العملية التعليمية من خلال تدريس مناهج الدراسات الاجتماعية.
وقد أولت الدراسات التربوية اهتماماً کبيرا بالاتجاهات کعنصر من عناصر المجال الوجداني في التعلم، ومنها: دراسة "ريدنى" ( Rudney,G, 1991) ودراسة " ترايجستد"(Trygstad ,J, 1997 )، ودراسة "کوسترز" (Kosters ,A, 1999) ودراسة علام محمود (2004)، ودراسة" مارتن" (Martine,S,2006)، ودراسة مفيد أبو موسى (2009)، وأکدت تلک الدراسات على أهمية قياس الاتجاهات لدى المتعلمين؛ لأنها تساعدهم على التکيف في عالمهم المعقد، من خلال تفاعلهم الإيجابي مع بيئتهم مما قد يؤثر في تعديل وتغيير اتجاهاتهم السلبية نحو التعلم واستراتيجياته.
ويؤکد (محمد مهران، 1998: 342) أن الاتجاهات تعمل کدوافع قوية توجه المتعلم لاستخدام طرق العلم ومهاراته في البحث والتفکير، ومن ثم فهي ضرورية في تحصيل واکتساب المعلومات واستيعابها واستخدامها في مواقف حياتية. وعلى ذلک تتضح العلاقة الوثيقة بين تنمية الاتجاهات الموجبة لدى المتعلمين وارتفاع مستوى التحصيل المعرفي لديهم.