نظراً لتزايد الدعوة بضرورة تقييم الأداء بمؤسسات التعليم الجامعي, قامت العديد من الدول المتقدمة وبصفة خاصة في الجامعات الأمريکية بإعتماد آلية لتقويم التعليم الجامعي والذي بدوره يعتمد على تقييم کفاءة الأستاذ الجامعي المنوط به إعداد الکوادر البشرية التي تنهض بمسير ة التنمية في المجتمع وتساهم فيها بشکل فعال.ومن المتوقع زيادة الاهتمام بتقييم الاداء التدريسي لعضو هيئة التدريس، وذلک لاعتبارات عدة من أهمها: (الدهشان و السيسي ,2004م) (محمود 2000م,65) ( محفوظ ,2004م , 30) (Soodak,2000,37) )( Hiltner,1998,370 )
تنامى ظاهرة خصخصة التعليم الجامعى، ومن ثم تزايد الاتجاه نحو تحميل المتعلم تکاليف تعليمه أو الجزء الأکبر منها، وما دام المتعلم سوف يتحمل تکاليف تعليمه، فسوف يبحث عن الأفضل فى التعليم والأجود فى التدريس.
اتساع دائرة المنافسة ومجالها بين الجامعات المختلفة، وهذا يقتضى ضرورة الترکيز أکثر على الوظيفة التدريسية للجامعة، على النحو الذى يمد المجتمع القوميوالعالمي بأفراد قادرين على أداء أدوارهم على أکمل وجه.
تزايد الاتجاه نحو التقييم على أساس المعايير، وذلک انطلاقا من حق المجتمع ومؤسساته المختلفة المستوعبه لمخرجات الجامعات أن يتأکد من أن المؤسسات التعليمية تقوم بدورها الذى أنشئت من أجله ومن حق أولياء الأمور أن يشعرون بالثقة فى المؤسسة التعليمية التى تتولى تعليم أبنائهم، وأن يتأکدوا أن ما ينفقونه على تعليم أبنائهم ينتهى بهم إلى تعليم على مستوى المعايير العالمية. وهذا يتوقف بدرجة کبيرة على جودة الأداء التدريسى.
حرص المؤسسات التعليمية على الحصول على شهادات الجودة العالمية فى الأداء الجامعى، کشهادة الأيزو ISO أو شهادة الاعتماد الأکاديمى Academic Accreditation، وهذا يعنى إخضاع الجامعة لرقابة الجهة المانحة لشهادة الجودة للتأکد من أن الجامعة يتحقق فيها الشروط، والمعايير التى تضعها الجهة المانحة، وفى المقابل تحرص الجامعة على الوفاء بهذه الشروط والمعايير ضمانا لحصولها على اعتماداتها المالية، وقد أدى ذلک إلى تأکيد الجامعات بشکل أکبر على جانب التدريس.
معنى ذلک أن زيادة الاهتمام بالأداء التدريسى لعضو هيئة التدريس يحتم على الدارسين والباحثيين الترکيز على تقييم هذاالاداء حتى يتثنى للمطورين والمسئولين العمل على تطوير ذلک الاداء وتلافي نقاط الضعف الموجودة به وتعزيز نقاط القوة فيه.
ويوجد أساليب متعددة لتقويم أداء أعضاء هيئة التدريس تستخدم کلها أو بعضها في الجامعات، مثل تقويم أداء عضو هيئة التدريس عن طريق العمداء أو رؤساء الأقسام ، وتقويم أداؤهم عن طريق حث عضو هيئة التدريس على أن يقيم نفسه بنفسه ، وذلک بتوفير بعض الأدوات العلمية التربوية اللازمة لذلک وتقويمه عن طريق تقويم الطلاب (الحکمي ، 2004 ، 14) وکذلک تقويمه عن طريق الزملاء .
والتقويم في الجامعات لا يعتمد على القدرات والإمکانات المادية للجامعة فقط، وإنما يرتکز على تطوير العنصر البشري في الجامعات وخاصة عضو هيئة التدريس (شحاته والمزروع ، 2002 ، 163)، ولقد اعتبرت الدراسات المتعلقة بالاعتماد الأکاديمي في التعليم أن أعضاء هيئة التدريس من أهم العوامل المؤثرة على جودة العملية التعليمية بصفة عامة
ومما سبق يمکن ملاحظة الحاجة الماسة إلى إجراء دراسة علمية لمعرفة اساليب وادوات تقييم أعضاء هيئة التدريس التي تستخدم في الجامعات الامريکية المتقدمة.