سرعان ما جذبت النتائج المعلنة علماء التربية المهتمين بآلية عمل الدماغ ، لبذل جهوداً مضنية لتوظيف تلک النتائج فى تجويد عمليتى التعليم والتعلم ، فظهرت ثنائية عرفت بـ " العصبى المعرفى " وکانت بدايات ميلاد التعلم المستند إلى الدماغ ترکيباً ووظيفة ( ناديا السلطى 2009 : 8- 9 ) لتثبت أنه إن لم يحل بين الدماغ وبين أداء عملياته العادية من ( انتباه – ادراک – معالجة – ترميز – تخزين – استرجاع للمعلومات ) ، فإن التعلم سوف يکون تلقائياً ، محزرة فى ذات الوقت من أن أسلوب التعلم التقليدى عادة ما يضعف التعلم التلقائى للدماغ البشرى .      لقد کانت النتائج المذهلة التي انتهت إليها أبحاث الدماغ فرصة مواتية للتحول من النظرة التلسکوبية التي ترقب السلوک الظاهر للمتعلم، إلى النظرة الميکروسکوبية التي ترصد التفاعلات التي تدور داخل دماغ المتعلم، تقول سوزان کوفاليک وزميلتها " إن الأطر القديمة تستند إلى الملاحظة من الخارج ، واستنادًا إلى تلک الملاحظات ، تضع فرضيات بشأن الکيفية التي يتعلم بها الطلاب ، أما أبحاث الدماغ فإنها تستند إلى ملاحظة لما يدور داخل الدماغ أثناء تفکيره وتعلمه ، بتقنيات عالية تسمح لنا بتحديد الأساليب والاستراتيجيات التربوية التي تساعد الدماغ على أداء عمله على النحو الطبيعى ، وبشکل أکثر قوة " .     إن الدعوة الموجهة للعلوم المختلفة لتولي وجهها شطر أبحاث الدماغ وما تتمخض عنه من نتائج مثيرة ومذهلة تمثل الآن صيحة عالية النبرة تتردد أصداؤها في أروقة الدوائر المعنية ببرامج التعليم والتعلم في کثير من دول العالم المتقدم ؛ " کما أن تطبيقات نتائج الأبحاث الحديثة في مجال الدماغ على عمليتى التعليم والتعلم تنذر بحدوث ثورة في مجال النظم التعليمية ، قد تؤدى إلى تغيير أوقات الدراسة ، ونظمها وسياساتها واستراتيجيات التدريس وطرائقه وأساليب التقويم والبيئة التعلمية ، واستعمالات تکنولوجيا التعليم ، بل قد تؤدي إلى تغيير طرق تفکيرنا في الفنون والآداب والتربية البدنية وغيرها " (إبراهيم الحارثى 2005: 11)    ومن هنا کان توظيف إستراتيجيات التعلم التي تستخدم المعلومات الجديدة عن الدماغ ، تساعد في العمل على تحسين عملية التعلم والمنجزات المرادفة لها.