يشهد العالم اليوم متغيرات عديدة علي المستوي المحلي والإقليمي واخري علي المستوي العالمي مما يستوجب توفير نظاما تعليميا قادرا علي الإسهام في مواجهة هذه المتغيرات وما يواکبها من تحديات, ومن مظاهر تلک التحديات استنساخ أنظمة وبرامج تعليمية من بعض الدول الأجنبية دون وعي بمدي ملائمتها لطبيعة المجتمع المصري کذلک التطبيق القاصر لتکنولوجيا المعلومات, وضعف الصلة بين التعليم ومخرجاته.
وقد کانت وسيلة معظم التربويين لتحقيق تلک المخرجات وتطويرها وربطها بمتطلبات سوق العمل, في ضوء رصد الواقع وطموحات المستقبل – المنهج الدراسي – بما يتضمنه من معلومات, ومعارف, ومهارات, وإتجاهات وقيم تتفق وخصائص المتعلمين من ناحية, وطموحات وأهداف المجتمع من ناحية أخري, متسلحين بفلسفة تربوية مرنة قادرة علي التصدي لتلک التحديات؛ ومن هنا کانت عملية تحديث وتطوير المنهج الدراسي حاجة ملحة, تمليها المسؤولية الأخلاقية والمصلحة الوطنية, لأنها تستهدف صالح أغلي ما يملکه المجتمع, وهو متعلم اليوم والغد.
وإيمانا بأهمية ودور المنهج في إعداد الطلاب بالمراحل الدراسية المختلفة بشکل عام, وطلاب مدارس التعليم الفني بشخص خاص, ودوره في تحسين مخرجاتها فقد أصدر مرکز خدمات المناهج بکندا services in Canada curriculum مجموعة من الوثائق التي أکدت جميعها علي أهمية مواکبة المناهج الدراسية لتطلعات وتغيرات المستقبل, وملاحقة تطوراته المذهلة في شتي مجالات العلم, کما أکدت علي أهمية رصد وتحليل الواقع بما يتضمنه من نجاحات وإخفاقات ومدي تأثيرها في وضع ملامح للمستقبل, وعلي حتمية عمليات التطوير والتحديث الفعلي للمناهج وربطها بمتطلبات سوق العمل.
وقد کانت هناک في الفترة الأخيرة محاولات عديدة من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بمصر لتطوير مناهج وبرامج إعداد العامل الفني بمدارس التعليم الفني وفق الجدارات الحرفية, إلا ان تلک المحاولات تفتقد للکثير من الأسس والقواعد التربوية التي يجب أن تتبع في تطوير المناهج الدراسية, نظرا لتضارب المفاهيم والرؤي حول ما هية المناهج القائمة علي الجدارات الحرفية, وهو ما ستحاول ورقة العمل أن تعرضه بشکل علمي, ووفقا لوجهة نظر الباحث الشخصية .