يشهد العصر الحالي تطورا تکنولوجيا فرض نفسه على جميع مجالات الحياة بما فيها مجال التعليم ، حيث تغيرت أهدافه، وطرقه وأساليبه وظهرت مصطلحات ومسميات جديدة لطرق التعلم الحديث منها: التعلم الالکتروني  و التعلم عن بعد والتعلم الرقمي، وجميعها تبحث في توظيف التکنولوجيا الرقمية في عملية التعليم والتعلم.
     وهذا التحول الرقمي في التعليم مع إيجاد حلول لجميع مشکلاته ، وتطويره بشکل عام يتمشى مع رؤية مصر 2030 التي يتکاتف الجميع على تحقيقها.
    ويمکن اعتبار التعلم الرقمي أسلوبا جديدا من أساليب التعليم الذي يقدم المحتوى التعليمي وإيصال المهارات والمفاهيم للمتعلم من خلال تقنيات المعلومات والاتصالات ووسائطهما المتعددة بشکل يتيح للمتعلم التفاعل النشيط مع المحتوى، ومع المعلم ، وفي ظل هذه التطورات السريعة والمتلاحقة للتکنولوجيا في العصر الرقمي، کان لابد أن تتغير أدوار المعلم التقليدية التي کانت ترکز على التلقين، وتعتبره المصدر الرئيسي للمعلومات، إلى أدوار جديدة تتناسب مع تغيرات العصر الرقمي.
    ومن أهم أدوار المعلم التي فرضها عليه العصر الرقمي ما يلي: ( دور الشارح باستخدام الوسائل التقنية بحيث يستخدم شبکة الإنترنت والتقنيات المختلفة لعرض الدرس، وکذلک دور المحفز على توليد المعرفة والإبداع فهو يحث الطلاب على استخدام الوسائل التقنية وابتکار البرامج التعليمية التي يحتاجونها) ، ولکي يقوم المعلم بدوره على أکمل وجه لا بد أن يتقن عدة مهارات أهمها: ( إعداد وتصميم مواقع إلکترونية، و  توظيف التکنولوجيا في التعليم ، و إستخدام المقررات الإلکترونية)، ولکن هناک عدة تحديات تواجه المعلم في العصر الرقمي أهمها: ( التحديات التي تتعلق بکيفية تطوير مهاراته والمحافظة عليها، وحتمية مواکبة المتغيرات من أجل البقاء، وکذلک ضعف البنية الأساسية لتکنولوجيا المعلومات، وضعف انتشار تقنيات الاتصال السريع و قلتها وعدم کفاءتها بالمقارنة بوسائل الاتصال بالدول الغربية المتقدمة)، وخلصت ورقة العمل لعدة توصيات أهمها:( العمل على نشر ثقافة التعليم الرقمي بين المعلمين والمتعلمين وجميع فئات المجتمع من أجل ترشيد الاستهلاک وتوفير الوقت والجهد وتحقيق رؤية مصر 2030 ، و تشجيع البيئة التعليمية الرقمية الجاذبة والمحفزة على الإبداع وذلک من خلال إعادة هيکلة المقرر الرقمي بکل محتوياته مع القضاء على التحديات التي تواجه المعلم والتي تعرقل سيره قدما نحو تحقيق التعلُم الرقمي ).