إن العملية التعليمية في ظل العصر التقني الحديث أصبحت تعتمد وبشکل قوي على أدوات حديثة تستخدم في نشر وتأليف مناهج تعليمية تفاعلية بأساليب تربوية تقليدية وحديثة، مما يجعـل مضمـون المواد التعليميـة وأساليب عرضـها مختلـفة عما کانـت عليه في السـابق (Sylvia, 1996). وتواصلت الإنجازات العلمية بعد ذلک إلى أن ظهرت الشبکة العنکبوتية (الإنترنت) التي استخدمت منذ بداية ظهورها في عملية التعليم والتعلم، وساهمت في تغيير الطريقة التي تقدم بها المادة العلمية للطالب (فوزية المدهوني، 2011، 9-10).
فبـرز نوع من جديد من أنواع التطبيقـات الحديـثة للتعلم الإلکتـروني وهو الواقـع الافتراضـــي (Virtual Reality)، وتعد تکنولوجيا الواقع الافتراضي بمثابة تکنولوجيا تربوية متطورة ناشئة ومبتکرة تهدف إلىتقديم المساعدة إلى الأفراد ليتمکنوا من فهم وإدراک البيانات والمعلومات والتعامل معها بسهوله کما تتميز هذه التکنولوجيا بإيجاد نوع من التفاعل، حيث يستجيب هذا الواقع لأفعال وسلوکيات المتعلم بل يتيح له درجة من التفاعل لا توجد في برامج الوسائط المتعدة (أحمد الحصري، 2000). کذلک تعد تکنولوجيا الواقع الافتراضي تقنية متطورة تمکن الفرد من التعامل مع بيئة خيالية أو شبه حقيقية، وتقوم على أساس المحاکاة (Simulation) بين الفرد وبيئة إلکترونية ثلاثية الأبعاد، ويتم من خلالها بناء مواقف بهدف الاستفادة منها في العملية التعليمية (ماهر صبري و توفيق إسماعيل، 2005، 243).
وقد أظهرت الثورة اللاسلکية والصناعية والتطور التقني الحديث واقعا جديدا له القدرة على التواصل من خلال شبکة الإنترنت وهو تقنية الواقع المعزز (Augmented Reality) الذي بدأ بالظهور في بداية عام (1970). أما صياغة المصطلح فتعتبر حديثة، ففي عام 1990 عندما کانت بعض الشرکات في ذلک الوقت تستخـدم هذه التقنيـة لتمثيـل بياناتهـا ولـتدريب موظفيها قام باحث في شرکة بوينغ (Boeing Co.) بإطلاق مصطلح "الواقع المعزز" على شاشة عرض رقمية کانت ترشد العمال أثناء عملهم إلى جمع الأسلاک الکهربائية في الطائرات (Elsayed, 2011, 16).
وما أن ظهرت تقنية الواقع المعزز حتى بات تطورها سريعا جدا، وأصبحت مع جملة التطورات والتحديثات التي شهدتها من أحدث التقنيات المستخدمة في عملية التعليم، کما بات استخدامها مألوفا في القاعات والمناهج الدراسية. ولم يعد منظر المشاهد الافتراضية الي تصنعها هذه التقنية في الفصول الدراسية بأمر مستغرب في بعض الدول المتقدمة.
کما أنه يمکن توظيف تقنية الواقع المعزز في العملية التعليمية، بهدف تقديم المساعدة إلى المتعلمين، ليتمکنوا من التعامل مع المعلومات وإدراکها بصريا بشکل أسهل وأيسر من استخدام الواقع الافتراضي. کما أنها يمکن أن تمدهم بطرق مختلفة لتمثيل المعلومات واختبارها بشکل ديناميکي وسريع وسهل. کما أنها توفر تعليما مجديا، ففي أوربا يمول الاتحاد الأوربي مشروع (ITacitus) والذي يسمح للمستخدم أن يشير له بواسطة کاميرا جهازه في مکان تاريخي، وليرى الموقع وکأنه في فترات مختلفة من الماضي (Catenazz & Sommarug, 2013, 12).
وهذا ما أيدته دراسة کلا من: (وفاء الونياني، 2013) والتي أکدت على أن استخدام الواقع المعزز من شأنه أن ينتقل بالتعليم إلى مستوى جديد کليا، حيث إنه ومن واقع دراستها قد لاقى نجاحا منقطع النظير على مستوى الطالبات في التحصيل وأولياء أمورهن في التفاعل مع التجربة والمعلمات في الأداء. ودراسة (مها الحسيني، 2014) التي ذکرت فيها أن الواقع المعزز کفيل بتأصيل استراتيجية تفريد التعلم على جميع طلبة المرحلة الثانوية وأن من شأنها أن تراعي الفروق الفردية في التحصيل بشکل استثنائي.