تعدُّ وثائق الوقف من المصادر المهمة فى مجال دراسة الآثار الإسلامية بصفة عامة، والآثار العثمانية بصفة خاصة؛ لما تمدنا به من معلومات قيمة، سواء عن الأثر نفسه وصاحبه ومختلف جوانب الحياة للفترة الزمنية المعاصرة لفترة الوثيقة. ويلقى هذا البحث الضوء على مجمع الخاتونية بمدينة مانيسا فى ضوء وثيقة الوقف الخاصه به، لما تحتويه هذه الوثيقة من معلومات المهمة حول منشآت هذا المجمع الباقية والمندثرة، خاصة العمارت (دار المرق أو دار الشربة) التى من أجلها أقيم هذا المجمع. کما کشفت هذه الوثيقة النقاب عن إسهامات أوقاف النساء فى خدمة المجتمع خلال العصر العثمانى.
ويهدف هذا البحث إلى دراسة وثيقة وقف مجمع الخاتونية، والتعّريف بصاحبتها، وتحديد موقع المجمع، ثم إيضاح الغرض من إنشائه، وشروط صاحبة الوقف، يلى ذلک حصر الأوقاف الموقوفة على المجمع ومصاريفه، ودراسة منشآت المجمع الباقية والمندثرة من خلال وثيقة الوقف، ومعرفة نظام التشغيل أو سير العمل داخل منشآته، وتختتم الدراسة بإيضاح أجور أرباب الوظائف وعددهم والصفات التى يجب أن تتوافر فيهم.