تعد مسألة منشأ أو أصول أو مصادر الزخارف التي ظهرت على الفخار الفلسطيني من الأمور المهمة التى توفر نقطة انطلاق إضافية لفحص خلفيتها الثقافية,والجدير بالذكر أن هذا الفخار قد ارتبط بالفلسطينيين وذلك اعتماداً على أسلوبه الفنى وطبقته الحضارية وتوزيعه الجغرافى، فمن حيث الأسلوب أو النوع: نجد أنه يعكس تأثير شعوب البحر وجزر بحر إيجة وقبرص ومصر، فضلاً عن وجود بعض العناصر الزخرفية الكنعانية المحلية. ومن حيث طبقته الحضارية: فقد ظهرت هذه الفخاريات فى طبقات حضارية تؤرخ بالفترة من النصف الأول من القرن الثانى عشر حتى القرن الحادى عشر قبل الميلاد، وهى الفترة التى تعاصر – طبقاً للأحداث التاريخية والمصادر النصية والتوراتية – وصول واستيطان شعب "البلست" وغيره من شعوب البحر فى بلاد كنعان, أما من حيث التوزيع الجغرافى فنجد أنه قد وجد وعثر عليه فى مقابر ومواقع فلسطينية رئيسة. ويمكن ترسم هذه الزخارف على الفخار الفلسطينى المستخرج من بعض الجبانات والمواقع الفلسطينية المهمة مثل:جبانة تل الفرعا (Tell el-Far`ah)، جبانة أشدود (Ashdod)، جبانة بيت شمش (Beth-Shemesh)، جبانة تل آزور (Tell-Azor)، جبانة جزر (Gezer)، جبانة تل القصيل (Tell-Qasile) وجبانة تل عيتون (Tell `Aitun)، جبانة تل الصافى، وجبانة دير علياء وغيرها من الجبانات. انظر خريطة رقم 1. ويمكن تمييز ثلاث مجموعات زخرفية ظهرت على هذه الأوانى الفخارية الفلسطينية هى: 1-  زخارف ذات أصول مصرية قديمة. 2-  زخارف ذات أصول ميسينية أو يونانية. 3-  زخارف ذات أصول كنعانية محلية. وعليه فسوف تركز هذه المقالة على زخرفة الطيور التى زُخرفت بها بعض الأوانى الفخارية الفلسطينية وتتبعها فى كل أنماط الفخار الفلسطينى وتحليلها وإظهار مدى التأثير والتأثر الواقع عليها ومصدره وإلى أى نوع من هذه المجموعات الزخرفية تأثرت.