يبحث هذا المقال في مجموعة الأدلة الأثرية والنصية التي تُشير إلى تاريخ معبد الأقصر، وشعائره المبكرة، قبل أن يُقدم أمنحوتب الثالث على تجديده، واستكمال عناصره المعمارية، ومناظره، ونقوشه، من قبل الملوك اللاحقين. وتؤكد هذه الأدلة على أن المعبد شهد مجموعة من المراحل التاريخية والأثرية، ترجع أقدمها ــــ غالبًا ــــ إلى الدولة الوسطى التي شهدت تألق نجم الإله أمون ــــ رع، ومعبده في الكرنك. تلاها عصر أحمس الأول الذي حاول بناء وتجديد المباني التي تضررت من جراء الإعصار الذي أصاب مدينة طيبة. كما تؤكد هذه الأدلة على أن المعبد كان قائمًا خلال عصر كل من أمنحوتب الأولوتحوتمس الأول وتحوتمس الثاني، يتقبل القرابين والهبات، وتُقام فيه الأعياد, ثم شهد طفرته الكبرى خلال عصر حتشبسوت من خلال ربطه بمنشآتها في الكرنك، والدير البحري، ومدينة هابو، ومقبرتها في وادي الملوك. كما بدا واضحًا أن المعبد كان محل اهتمام تحوتمس الثالث، وأمنحوتب الثاني، وتحوتمس الرابع، حتى قرر أمنحوتب الثالث تجديده. ومن ناحية أخرى، تؤكد الأدلة على أن المعبد الأصلي بُني على البقعة الطاهرة المقدسة، التي شهدت النشأة الأولى، وأنه ارتبط بعيد إبت، وعيد كل عشرة, كما شهد بعض الأحداث المهمة خلال عصور الملوك السابقين. ومن المرجح أن كل هذه الأسباب مجتمعة دفعت أمنحوتب الثالث إلى تجديد المعبد، في ضوء ما حققه من قوة وثراء. كما كرسه لعبادة الكا الملكية، وجعل منه قاعدة دينية كبرى، يُستمد منها شرعية الحكم، إبان الاحتفال بعيد إبت.