يُؤثر التصميم المعماري لأي مبنى تأثيراً مباشراً على نفسية الأشخاص مستخدمي المبنى سواء بالإيجاب أو بالسلب، فإما أن نشعر بالارتياح والانشراح عند دخولنا بناية ما أو نشعر بالضيق وعدم الراحة، فمن أساسيات التصميم المعماري اختيار تصميم جيد ومناسب لمستخدميه، وأن يکون ملبياً للحاجات الوظيفية التي أُنشئ من أجلها؛ ومن هنا جاءت فکرة هذا البحث الذي يهدف إلى تسليط وإلقاء الضوء على الجانب الأهم من العملية التصميمية ألا وهو الإنسان، ومراعاة العلاقة النفسية بينه وبين تصميم المنشآت المعمارية في الفترة موضوع الدراسة. کما يهدف البحث أيضاً إلى ربط العلوم التطبيقية کعلوم التصميم المعماري بالعلوم النظرية کعلم النفس، وذلک في محاولة لتفسير وتحليل تلک التصاميم التي وضعها المعماري المملوکي للوصول إلى فهم أکثر عمقاً لهذه المنشآت، وذلک من خلال الاستعانة بالعلوم السلوکية لتفسير عناصر تکون المنشآت موضوع البحث.
وقد اعتمدت منهجية الدراسة في ذلک بصورة رئيسية على المنهج التحليلي، هذا إلى جانب الزيارات الميدانية للعمائر الدينية الباقية بالقاهرة في العصر المملوکي کأداة بحثية للحصول على المعلومات.