منذ بداية الإهتمام بالعمل النحتي بالحدائق وصولا لتطور مفهوم تمثال الحديقة في عصرنا الحديث , کان علي النحات و الفنان المرمم أن يصبح ملما بکامل جوانب العملية التشکيلية و القواعد الجمالية للتمثال و طرز الحدائق و تصاميمها لخلق تناغم ما بين العمل النحتي و النظام المحيط شکلا و موضوعا , معتمداً في ذلک علي دراستة الوافية للعوامل البيئية في الهواء الطلق المعروض فيها العمل النحتي و ما قد يتعرض له من عوامل تلف أو ما يطرأ عليه من تغيرات في الشکل أو ترکيب الخامة. وأخيرا فإن الفنان المرمم يظهر دوره في إسهاماته بالمحافظة علي العمل النحتي و صيانته و علاجه و ترميمه. و يکون ذلک من خلال منهجاً مبنياً علي أسس فنية و علمية و قواعد و مواثيق دولية شرعت للحفاظ علي التراث الإنسانى.
و يعد التمثال الرخامي موضع الدراسة بقصر المنتزه نموذجا متميزا لتطبيق العلاقة التکاملية بين العمل النحتي و الحدائق من خلال المحافظة علي تلک الأعمال الأثرية بالاضافة الي إعادة تخطيط و تأهيل الموقع المحيط بما يضمن الحفاظ علي الأثر في هيئته و حالته الأولي . حيث قام الباحث بعمل دراسات تحضيرية هندسية و فنية للأجزاء التي تعرضت للفقد و المراد استکمالها و المنطقة المحيطة بالتمثال مع رصد و تحديد کافة مظاهر التلف بالاضافة الي إزالة کافة أثار التدخلات الترميمية السابقة الخاطئة. و انتهي من ذلک بأعمال التنظيف الميکانيکي و الکيميائي و التقوية و الترميم وصولاً لاستکمال اجزاء التمثال المفقودة بغرض إعادة التماسک البنائي و الجمالي لهيئة العمل النحتي کسابق عهده. مؤکداً بذلک علي أهمية الاستکمال الفني کأحد اهم مراحل عمليات الترميم.