ترجع اهمية هذا البحث حيث إلقاء الضوء على نشأة المحاکم القضائية وسرد تفاصيل السمات المعمارية لطرز تلک المنشآت وأهميتها، ويتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي، ويهدف الى دراسة تلک المنشأة المعمارية ونشرها لأول مرة، حيث تقع بمنطقة باب الخلق رقم 398 شارع بورسعيد بجوار مديرية أمن القاهرة، مؤرخة بتاريخ 1300-1301ه/1883م وذلک وفقا للنص التذکاري الموجود على يمين کتلة المدخل الرئيسي للمحکمة، وهى عمارة مهمولة المساحة وتعتبر صرح عظيم يجسد الإبداع الزخرفي والمعماري للعمائر القضائية في مصر في عصر أسرة محمد علي وتعکس دقة وإتقان تنفيذ الوحدات المعمارية والزخرفية لطراز عصر النهضة الأوربي. وتأخذ في تخطيطها شکل حرف (U) وتتکون من ثلاثة طوابق وسوف يتم دراسة طابقين فقط على إعتبار أثريتهم بينما الطابق الثالث تم إنشائه عام 1930 م وهو في حالة مزرية جدا الأن نتيجة الحريق الذي تم عام 2013م ونوصي بإزالته تماما حيث يصعب ترميمه وتجديده بسبب إرتفاع التکلفة. تم بناء تلک المنشأة في عهد الخديوي محمد توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، تقسم الواجهة الغربية الرئيسية إلى ثلاثة أقسام الأوسط منها مرتد إلى الداخل يقع على جانبيه جناحان بارزان، ويأتي تخطيط المحکمة من الداخل على شکل فنائين مکشوفين متجاورين بالمرکز ويتوزع حولهما عناصر التخطيط الرئيسية المتمثلة في الردهات المستعرضة والممرات وقاعات المحاکم وقاعات المداولة والمکاتب. ويخلص البحث بالعديد من النتائج والتوصيات أهمها إثبات تأريخ وأثرية المنشأة – محل الدراسة – وضرورة تسجيلها وخروجها من عباءة وزارة العدل وتسجيلها کأثر تابع لوزارة الآثار تحت إشرافها ومسئوليتها وتحويلها لمتحف قضائي بعد اعمال الترميم الفوري لها.