يقع الجامع الخيري بنجع الکرور بالجهة الشمالية من خزان أسوان بمدينة أسوان بمحافظة أسوان،وقد أنشآه أوُلي البر والإحسان ، وممن اشترکوا في التعلية الثانية لخزان أسوان من مصريين وأجانب سنة 1350هـ/1952م ، وتخطيط هذا الجامع جاء وفق الطراز المحلي (المصري) ، فهو عبارة عن مساحة مستطيلة المسقط مقسمة إلي ثلاثة أروقة بواسطة صفين من الأعمدة ، ويتوسط الرواق الأوسط منها منطقة وسطي مربعة محددة بواسطة أربعة أعمدة رخامية يغطيها شخشيخة مثمنة الشکل بدائرها نوافذ للتهوية والإضاءة .
وترجع أهمية هذا الجامع إلي أنه جمع بين طرز عمارة دولة المماليک إذ شهد عصر الملک فؤاد الأول محاولة جادة لإحيائها وقد تمثل ذلک في تصميم المنبر ، ومئذنة الجامع التي تمتاز برشاقتها وارتفاعها وجمال زخارفها ، والتي توجت بقمة علي هيئة طراز القلة ، وتمثل أيضا في استخدام الأطباق النجمية في زخرفة مصراعي المدخل الرئيسي للجامع وهي أحد العناصر التي استخدمت بکثرة في العصر المملوکي ، کما تمثل في استخدام زخرفة مسدس الخاتم بريشتي المنبر وباب الروضة وجانبي جلسة الخطيب، وتخطيط الجامع ذو الأروقة دون الصحن ، والي جانب ذلک الحرص علي رفع شعار الدولة العثمانية علي قمة المئذنة متمثلاً في الهلال تتوسطة النجمة الخماسية ، ومن مظاهر التأثر بالعمارة والفن في أوربا في عصر النهضة ، استخدام الأعمدة من الطراز التوسکاني بداخل بيت الصلاة ، ويهدف البحث إلي دراسة ونشر هذا الجامع دراسة معمارية وفنية ، خاصة وأنه غير مسجل في عداد الآثار الإسلامية وتتم دراسته لأول مرة ، ويتبع الباحث في دراسته المنهج الوصفي والتحليلي وصولاً إلي النتائج .