ملخص:
تمکنت الدولة العثمانية من فتح معظم الشمال الإفريقي وضمه إلى حوزتها، وتکونت ثلاث ولايات عثمانية فى الغرب الإسلامي، هي: ولاية الجزائر بالمغرب الأوسط وولايتي طرابلس وتونس بالمغرب الأدنى. وقد واکب التغير السياسي فى تلک البلاد تغيراً ثقافياً ومعمارياً وفنياً، وظهرت طرز وتأثيرات معمارية وفنية جديدة وافدة مع الحکام الجدد، حيث ظهرت طرز جديدة للمساجد متأثرة بتخطيطات المساجد العثمانية فى الأناضول مثل: تخطيط المساجد ذات القبة الواحدة، والمساجد ذات القباب المتعددة، والمساجد ذات التخطيط التقليدي أو ذات الوحدتين. وفي الوقت ذاته وجدت مساجد عثمانية ظلت محتفظة بتخطيطها التقليدي المتوارث محلياً. وقد حمل کلا الطرازين العثماني والمحلي تأثيرات متبادلة. إضافة إلى ذلک ظهرت بالمساجد عناصر معمارية جديدة کالمآذن المثمنة والاسطوانية، والمنابر الرخامية الثابتة، ودکک المبلغين وغيرها. وفي هذا البحث نلقي الضوء على السمات المعمارية للمساجد التى أنشئت في ولايات الغرب الإسلامي الثلاث خلال العصر العثماني بطرازيها المحلي والعثماني فى إطار مقارن بين تخطيطاتها وعناصرها المعمارية لإبراز أوجه التشابه والاختلاف بينها، وما يميز کل منها عن نظيرتها وعن غيرها من مساجد.