تناولت هذه الدراسة نشر ودراسة مصحف مخطوط محفوظ في أحد مساجد قري صعيد مصر وهو نسخة مصحف جامع المشهد ببرديس بسوهاج کنموذج لمصاحف القري خلال فترة نهاية القرن 19 م، وهي من النسخ المخطوطة على الرغم من أن طباعة المصحف (الشريف) کانت قد عرفت قبل تلک الفترة ولکن حرص الناسخ على بذل الجهد في نسخ المصحف بخط اليد تعکس قدسية المخطوط وأهميته في نفوس المسلمين.
ووقفت الدراسة على تاريخ نسخ المصحف وهو شوال 1309 هـ / 1892 م، وحرص واقف المصحف (الشريف) وهو الشيخ حسن محمد أبوالسعود على تحديد وقفه على جامع المشهد ببرديس، واستعرضت أنواع الخطوط المستخدمة في نسخ مخطوط المصحف (الشريف) وهي خط النسخ وخط الثلث، کذلک السمات والخصائص الصناعية والفنية المستخدمة في اخراج هذه النسخة، والتي دارت حول الأشکال الهندسية البسيطة وبعض العناصر النباتية المحورة مع استخدام طريقة الضغط في تنفيذ الأشکال الهندسية بجلدة المصحف (الشريف).

وتوصلت الدارسة لمجموعة من النتائج کان أهمها هو نشر مصحفاً شريفاً کاملاً لأول مرة، کما توصلت الدراسة إلى تاريخ نسخ هذا المصحف (الشريف) شوال 1309 هـ / 1892 م، وأن من قام بوقفه هو الشيخ حسن محمد أبوالسعود، وتوصلت الدراسة کذلک إلى أن هذا المصحف (الشريف) خلا من أخطاء التکرار أو الابدال، وعالج النقاش أخطاء النسيان بإعادة کتابتها بالهوامش، وأظهرت دراسة هذه النسخة تعبيرها عن روح وطبيعة المکان الذي نسخت به وبساطتها سواء في الأساليب الصناعية والزخرفية المستخدمة.