يمنحنا الفن الروماني العديد من النماذج لأعمال تعکس الاختلافات الجنسية بين رعايا الإمبراطورية، حيث لم يکن فنان تلک الحضارة عاجزًا عن نقل أو تخيل ما قد يطرأ على جسد الإنسان من اختلاف أو غرابة. ويعد Hermaphroditus إحدى الشخصيات التي تتميز بالغموض الجنسي في الأساطير اليونانية والرومانية. إنه ابن أفروديت وهرميس لکنه نتج عن اندماج مباشر بين جسديهما فصار شابًا له شکل أنثى وأعضاء ذکر. ولعل هذه الأسطورة نشأت کمحاولة لتفسير إحدى أبرز ظواهر الاختلاف الجنسي وهي التخنث. - أما المواطن الروماني فکان يرى في التخنث تعارضًا مع الأعراف الأخلاقية المعيارية لمجتمعه. وعلى الرغم من أنه اعتبر الخصيان نموذجًا لذلک التعارض، إلا أنه لم يمتنع عن اعتناق عبادة کيبيلي وتابعها أتيس الخصي ولا يلفظ کهنتهما المخنثين؛ غير أن تقبل هذه العبادة لم يحدث مباشرة، فکما هو حال الآلهة والعبادات الدخيلة على الشعب الروماني، ظلت هناک صعوبة في استيعاب عبادة کيبيلي حتى أُسبغ عليها الطابع الروماني بنتحية الجوانب البغيضة منها، وأهمها طقس الخصاء، بعد اعتباره هامشيًا. ويُلاحظ التنوع الذي طرأ على أتيس منذ وصوله إلى روما مع کيبيلي وحتى انتشاره في أنحاء الإمبراطورية، حيث تم تأليهه وتکريمه في اليونان وروما قبل مسقط رأسه في فريجيا. يعکف البحث على ذلک من خلال وصف منحوتات أتيس وتتبع تطورها، وتحليل علامات التخنث التي ارتبطت بنماذج محددة له مع وصف نماذج للأتباع وقادتهم الذين تتوفر دلائل صريحة على صفاتهم أو يمکن استنتاجها من علامات ومخصصات کيبيلي. کما يستنتج البحث کيفية تعبير الفنان الروماني عن مفهوم الخصاء.