ظهر بالعديد من المناظر والنصوص المرتبطة بالنشاط العسکري في مصر القديمة بعض من أسليب القسوة والعنف التي مارسها المصريين مع أعدائهم، سواء کانوا من الأسرى الأحياء أو قتلاهم. مما دفع البعض إلى الجزم بأن المصريين القدماء کانوا يتسمون في معارکهم بقدر من الوحشية والدموية. وواقع الأمر أنه لا يجب التعامل مع هذه المصادر النصية والأثرية بصورة سطحية أو بترجمة حرفية، فالأمر عندهم ما کان يعدو أن يکون إلا تصوير رمزي يرتبط في المقام الأول ببعض المراسم الخاصة باحتفالات النصر، أو کواحدة من الطقوس الدينية المتعلقة بالمعبودات التي کانت ترعى حملاتهم العسکرية. ومن ناحية أخرى فکان يتم استغلال هذه النصوص التي بالغت في وصف تعذيب الأعداء والتنکيل بهم لتقوم بدور نصوص اللعنات والتدمير، حتى تظهر في صورة نصوص تحذيرية لکل من تسول له نفسه أن يتعدى على حدود الدولة أو حتى ينتهک حرمات المعابد الإلهية. أي أنها کانت تستخدم الاستعارة والمبالغة لترهيب الأعداء.
ولعل الاجراء الوحيد الذي کان يتسم بالواقعية وفي الوقت ذاته بالوحشية في التعامل مع قتلى الأعداء، إنما هو قطع يد قتلى الأعداء، وحتى هذه الحالة إنما کانت تهدف إلى أغراض مادية ومعنوية تمثلت في بعض الأسباب الإحصائية والاستخباراتية، فضلا عن دوافع رمزية تهدف إلى القضاء على الفوضى من خلال قطع يد الأعداء، فضلا عن منع تجددها بقطع أعضائهم الذکورية.