تَمتعت ولاية بريطانيا بأهمية بالغة للإمبراطورية الرومانية؛ مما کان له أبلغ الأثر على جوانب عديدة خاصة في الحياة الاجتماعية والفنية هناک؛ حيث جلب السلام والرخاء المادي للولاية؛ لذا تتناول الدراسة مدى تأثير أيديولوجية النخبة الرومانية في ولاية بريطانيا وانعکاسها على بعض النماذج الفنية لفسيفساء بريطانيا خلال القرن الرابع الميلادي. ولأن الفن والأفکار وثيقا الصلة بالعلوم الاجتماعية بل ووسيلة لقراءة التراث الروماني في أحد أکبر الولايات الغربية، من هنا جاءت أهمية الموضوع وهو التحقق من تأثير هذه الأفکار وأثرها على المجتمع في الفترة محل الدراسة. وإلقاء الضوء على الظروف العامة التي شجعت على التنوع الثقافي في مجتمع بريطانيا تحت الحکم الروماني من خلال تبني الفنان الإعلان عن هذه الأيديولوجية والتعبير عنها. ولعل أحد أهم نتائج هذه الدراسة هو التعبير عن مفهوم جديد للتعايش والاندماج ما بين الثقافة الوافدة والمجتمع المحلي. ولايزال هناک غموض واضح حول طبيعة الموضوعات المصورة على الفسيفساء خلال القرن الرابع بولاية بريطانيا. الأمر الذي تعرضت له بعض المناقشات السابقة والتي لم تحسم حتى الآن، علاوة على أن بعض الدراسات رجحت فکرة ما وعکسها في آن واحد؛ وبذلک ترکت انطباع مضلل عن الحياة هناک؛ کما رکزت أغلب الدراسات الحديثة على المناطق الحضرية عوضا عن المناطق الريفية التي يقطنها المحليون بدون ربط أو تحليل کافي، ولذلک يحاول البحث استکشاف معلومات جديدة ونقد المحاولات السابقة لإيجاد تفسير لهذه التعددية والتناقض؛ من خلال الإجابة على عدد من التساؤلات ومنها:-
-ما هو المغزى من اختيار النخبة للموضوعات المصورة على فسيفساء ولاية بريطانيا خلال القرن الرابع الميلادي؟