شکلت السِقايات المائية والعيون والأسبلة أهمية کبيرة في الحضارة الإسلامية، وکانت سقاية الماء وتيسير سُبل الحصول عليه سمة من السمات الحضارية المهمة عند المسلمين، وقد انتشرت هذه المنشآت وبکثرة ببلاد الأناضول حيث حرص سلاطين السلاجقة ووزرائهم وکبار رجال الدولة على تشييد هذا النوع من العمائر وإلحاقه بمجموعاتهم المعمارية الضخمة فألحقت الـﭽشم بالجوامع والمدارس والخانات وغيرها، أو شُيدت مستقلة لا تتصل بأية أبنية، فبنوها على تقاطع الطرق وبداخل المدن وخارجها، وبالأسواق، وکان الهدف من انشائها أنها تُعد عملاً من اعمال البر والتقوى، ووجه من أوجه الخير الغرض منه التقرب إلى الله وابتغاء مغفرته ورحمته.
يهدف البحث إلى دراسة الـﭽشم السلجوقية المتبقية ببلاد الأناضول، ومحاولة تفنيد طرزها وأنماطها المختلفة من خلال دراسة وصفية وتحليلة، مع الوقوف على أهم عناصرها المعمارية والعناصر والوحدات الزخرفية والمواد الخام المستخدمة، بالإضافة لحصر النصوص الکتابية المتبقية عليها واستخلاص أهم السمات التى اتسمت بها هذه المنشآت في تلک الفترة، ملحقاً بها کتالوجا يوضح أهم الأشکال واللوحات الخاصة بها.