يدور موضوع هذه الدراسة حول حفلات احتساء النبيذ في المناسبات المختلفة في روما، حيث کان النبيذ مشروبًا أساسيًا عند الرومان، متنوعًا ومتدرجًا ليلبي حاجة فئات المجتمع الروماني ويشبع رغباتهم، ولم يکن الغرض من احتسائه الوصول إلى حد الثمالة ولکن کان أحيانًا کثيرة لإثارة البهجة أو الشعور بالدفء في البرد القارس، تنوعت نکهات النبيذ ومکوناته، کانت الأنواع الرديئة منه عند تناولها بکميات کبيرة تذهب العقول وتنشر المجون بل کان هناک تحذيرات من تناول أنواع منه لأنها تسبب العقم.
يأتي الهدف المرتجى من هذه الدراسة إلقاء الضوء على أحد أهم العادات الاجتماعية من خلال المصادر الکلاسيکية والشواهد الأثرية واللقى التي عثر عليها والتي تجسد الدليل المادي على تلبية الفنان الروماني في شتى المجالات لحاجة کل فئة من فئات المجتمع الروماني، والربط بينها وبين المنتجات المتنوعة من النبيذ التي تتسق مع نفس الأغراض السابقة.
انتهى البحث إلى عدة نتائج في مجملها تحدد أنواع النبيذ وجودتها فکانت الأنواع الفاخرة منها يتناولها الأباطرة وعلية القوم، بينما کان الرخيص منها في متناول العامة، کما کانت هناک أنواع من النبيذ تقدم في حفلات تجمع بين النبلاء والتجار والقادة العسکرين والعامة، کما توصل البحث إلى وجود أواني من الفضة المموهه بالذهب يستخدمها الأباطرة والنبلاء، بينما کانت الأواني المصنوعة من الفخار والبرونز يستخدمها الطبقات الأدنى. تنوعت زخارف أواني الشراب وجاءت موضوعاتها لتتفق مع أماکن احتساء. کان الخدم يقومون بتجهيز وإعداد وخدمة حفلات احتساء النبيذ، وکانوا ينتقون بمواصفات خاصة شکلًا وقوة بما يتفق مع أدوارهم المختلفة قبل وأثناء وبعد الحفل، کانت هناک قواعد حاکمة لاحتساء النبيذ في روما أهمها.